كتاب: لسان العرب ***

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


جهر‏:‏ الجَهْرَةُ‏:‏ ما ظَهَرَ‏.‏ ورآه جَهْرَةً‏:‏ لم يكن بينهما سِترٌ؛ ورأَيته جَهْرَةً وكلمتُه جَهْرَةً‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ أَرِنا الله جَهْرَةً؛ أَي غيرَ مُسْتَتِر عَنَّا بشيء‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ حتى نَرى الله جَهْرَةً؛ قال ابن عرفة‏:‏ أَي غير محتَجب عنا، وقيل‏:‏ أَي عياناً يكشف ما بيننا

وبينه‏.‏ يقال‏:‏ جَهَرْتُ الشيء إِذا كشفته‏.‏ وجَهَرْتُه واجْتَهَرْته أَي

رأَيته بلا حجاب بيني وبينه‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ بَغْتَةً أَو جَهْرَةً؛ هو أن يأْتيهم وهم يَرَوْنَهُ‏.‏ والجَهْرُ‏:‏ العلانية‏.‏ وفي حديث عمر‏:‏ أَنه كان

مِجْهَراً أَي صاحبَ جَهْرٍ ورَفْع لصوته‏.‏

يقال‏:‏ جَهَرَ بالقول إِذ رفع به صوته، فهو جَهِيرٌ، وأَجْهَرَ، فهو مُجْهِرٌ إِذا عرف بشدّة الصوت وجَهَرَ الشيءُ‏:‏ عَلَنَ وبَدا؛ وجَهَرَ بكلامه

ودعائه وصوته وصلاته وقراءته يَجْهَرُ جَهْراً وجِهاراً، وأَجْهَرَ

بقراءته لغة‏.‏ وأَجْهَرَ وجَهْوَرَ‏:‏ أَعلن به وأَظهره، ويُعَدَّيانِ بغير حرف، فيقال‏:‏ جَهَرَ الكلامَ وأَجْهَرَهُ أَعلنه‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ جَهَرَ أَعْلى

الصوْتَ‏.‏ وأَجْهَرَ‏:‏ أَعْلَنَ‏.‏ وكلُّ إِعْلانٍ‏:‏ جَهْرٌ‏.‏ وجَهَرتُ بالقول

أَجْهَرُ به إِذا أَعْلَنْتَهُ‏.‏ ورجلٌ جَهيرُ الصوتِ أَي عالي الصوت، وكذلك رجل جَهْوَرِيُّ الصوت رفيعُه‏.‏ والجَهْوَرِيُّ‏:‏ هو الصوت العالي‏.‏ وفرسٌ

جَهْوَرٌ‏:‏ وهو الذي بأَجَشِّ الصوتِ ولا أَغَنَّ‏.‏ وإِجْهارُ الكلام‏:‏

إِعْلانُه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فإِذا امرأَةٌ جَهِيرَةٌ؛ أَي عالية الصوت، ويجوز

أَن يكون من حُسْنِ المَنْظَرِ‏.‏ وفي حديث العباس‏:‏ أَنه نادى بصوتٍ له

جَهْوَرِيٍّ أَي شديدٍ عالٍ، والواو زائدة، وهو منسوب إِلى جَهْوَرَ بصوته‏.‏

وصوتٌ جَهِيرٌ وكلامٌ جَهِيرٌ، كلاهما‏:‏ عالِنٌ عال؛ قال‏:‏

ويَقْصُر دونَه الصوتُ الجَهِيرُ

وقد جَهُر الرجل، بالضم، جَهَارَةً وكذلك المُجْهَرُ والجَهْورِيُّ‏.‏

والحروفُ المَجْهُورَةُ‏:‏ ضد المهموسة‏:‏ وهي تسعة عشر حرفاً؛ قال سيبويه‏:‏

معنى الجَهْرِ في الحروف أَنها حروف أُشْبِعَ الاعتمادُ في موضعها حتى

منع النَّفَس أَن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد ويجري الصوت، غير أَن الميم

والنون من جملة المجهورة وقد يعتمد لها في الفم والخياشيم فيصير فيها غنة

فهذه صفة المجهورة ويجمعها قولك‏:‏ «ظِلُّ قَوٍّ رَبَض إِذْ غَزَا جُنْدٌ

مُطيع»‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ قد بالغوا في تَجْهِير صوت القَوْس؛ قال ابن سيده‏:‏ فلا أَدري أَسمعه من العرب أَو رواه عن شيوخه أَم هو إِدْلال منه

وتَزَيُّدٌ، فإِنه ذو زوائد في كثير من كلامه‏.‏

وجَاهَرَهُمْ بالأَمر مُجاهَرَةً وجِهاراً‏:‏ عالَنَهُمْ‏.‏ ويقال‏:‏ جاهَرَني

فلانٌ جِهاراً أَي علانية‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كلُّ أُمّتي مُعافىً إِلاَّ

المُجاهِرينَ؛ قال‏:‏ هم الذين جاهروا بمعاصيهم وأَظهروها وكشفوا ما ستر الله عليهم منها فيتحدثون به‏.‏ يقال‏:‏ جَهَرَ وأَجْهَرَ وجاهَرَ؛ ومنه الحديث‏:‏

وإِن من الإِجهار كذا وكذا، وفي رواية‏:‏ من الجِهار؛ وهما بمعنى المجاهرة؛ ومنه الحديث‏:‏ لا غِيبَةَ لفاسِقٍ ولا مُجاهِرٍ‏.‏

ولقيه نَهاراً جِهاراً، بكسر الجيم وفتحها وأَبى ابن الأَعرابي فتحها‏.‏

واجْتَهَرَ القوم فلاناً‏:‏ نظروا إِليه جِهاراً‏.‏

وجَهَرَ الجَيشَ والقومَ يَجْهَرُهُمْ جَهْراً واجتهرهم‏:‏ كثروا في عينه؛ قال يصف عسكراً‏:‏

كأَنَّما زُهاؤُهُ لِمَنْ جَهَرْ

لَيْلٌ، ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ

وكذلك الرجل تراه عظيماً في عينك‏.‏ وما في الحيّ أَحد تَجْهَرُه عيني أَي

تأْخذه عيني‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ إِذا رأَيناكم جَهَرْناكم أَي أَعجبنا أَجسامكم‏.‏ والجُهْرُ‏:‏

حُسْنُ المَنْظَرِ‏.‏ ووجهٌ جَهيرٌ‏:‏ ظاهرُ الوَضاءة‏.‏ وفي حديث علي، عليه

السلام‏:‏ أََنه وصف النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ لم يكن قصيراً ولا

طويلاً وهو إِلى الطول أَقربُ، مَنْ رآه جَهَرَهُ؛ معنى جهره أَي عظم في عينه‏.‏ الجوهري‏:‏ جَهَرْتُ الرجلَ واجْتَهَرْتُه إِذا رأَيته عظيم المَرْآة‏.‏

وما أَحْسَنَ جُهْرَ فلان، بالضم، أَي ما يُجْتَهَرُ من هيئته وحسن

مَنْظَره‏.‏ ويقال‏:‏ كيف جَهْراؤكُمْ أَي جماعتكم؛ وقول الراجز‏:‏

لا تَجْهَرِيني نَظَراً وَرُدِّي، فقد أَرُدُّ حِينَ لا مَرَدِّ

وقد أَرُدُّ، والجِيادُ تُرْدِي، نِعْمَ المِجَشُّ ساعةَ التَّنَدِّي

يقول‏:‏ إِن استعظمتِ منظري فإِني مع ما ترين من منظري شجاع أَردّ الفرسان

الذين لا يردهم إِلاَّ مثلي‏.‏ ورجل جَهِيرٌ‏:‏ بَيِّنُ الجُهُورةِ

والجَهَارَة ذو مَنْظر‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ رجل حَسَنُ الجَهارَةِ والجُهْر إِذا كان

ذا منظر؛ قال أَبو النجم‏:‏

وأَرَى البياضَ على النِّساءِ جَهارَةً، والْعِتْقُ أَعْرِفُه على الأَدْماءِ

والأُنثى جَهِيرَةٌ والاسم من كل ذلك الجُهْرُ؛ قال القَطامِي‏:‏

شَنِئْتُك إِذْ أَبْصَرْتُ جُهْرَكَ سَيّئاً، وما غَيَّبَ الأَقْوامُ تابِعَةُ الجُهْر

قال‏:‏ ما بمعنى الذي‏:‏ يقول‏:‏ ما غاب عنك من خُبْرِ الرجل فإِنه تابع

لمنظره، وأََنت تابعة في البيت للمبالغة‏.‏ وجَهَرتُ الرجل إِذا رأَيت هيئته

وحسن منظره‏.‏ وجُهْرُ الرجل‏:‏ هيئته وحسن منظره‏.‏ وجَهَرَني الشيء

واجْتَهَرَني‏:‏ راعني جماله‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ كنتُ إِذا رأَيتُ فلاناً جَهَرْتُه

واجْتَهَرْتُه أَي راعك‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ أَجْهَرَ الرجلُ جاء ببنين ذوي جَهارَةٍ وهم الحَسَنُو

القُدُود الحَسَنُو المَنْظَرَ‏.‏ وأَجْهَرَ‏:‏ جاء بابن أَحْوَلَ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏

الأَجْهَرُ الحسنُ المَنظَرِ الحَسنُ الجسمِ التامُّهُ‏.‏ والأَجْهَرُ‏:‏

الأَحولُ المليح الحَوَلَةِ‏.‏ والأَجْهَرُ‏:‏ الذي لا يبصر بالنهار، وضده

الأَعشى‏.‏ وجَهْراءُ القوم‏:‏ جماعتهم‏.‏ وقيل لأَعرابي‏:‏ أَبَنُو جَعْفَرٍ أَشرفُ

أَم بنو أَبي بكر بن كلاب‏؟‏ فقال‏:‏ أَما خَواصَّ رجال فبنو أَبي بكر، وأَما

جَهْرَاءِ الحيِّ فبنو جعفر؛ نصب خواص على حذف الوسيط أَي في خواص رجال

وكذلك جَهْراء، وقيل‏:‏ نصبهما على التفسير‏.‏ وجَهَرْتُ فلاناً بما ليس

عنده‏:‏ وهو أَن يختلف ما ظننت به من الخُلُقِ أَو المال أَو في مَنْظَرِه‏.‏ الجَهْراء‏:‏ الرابية السَّهْلَةُ العريضة‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ الجَهْراء

الرابية المِحْلالُ ليست بشديدة الإِشراف وليست برملة ولا قُفٍّ‏.‏

والجَهْراء‏:‏ ما استوى من ظهر الأَرض ليس بها شجر ولا آكام ولا رمال إِنما هي

فضاء، وكذلك العَراءُ‏.‏ يقال‏:‏ وَطِئْنا أَعْرِيةً وجَهْراواتٍ؛ قال‏:‏ وهذا من كلام ابن شميل‏.‏

وفلان جَهِير للمعروفِ أَي خليقٌ له‏.‏ وهمُ جُهرَاءُ للمعروف أَي

خُلَقَاءُ له، وقيل ذلك لأَن من اجْتَهَره طَمِعَ في معروفه؛ قال

الأَخطل‏:‏جُهَراءُ للمعروف حينَ تَراهُمُ، خُلَقاءُ غَيْرُ تَنابِلٍ أَشْرارِ

وأَمر مُجْهَر أَي واضح بَيِّنٌ‏.‏ وقد أَجْهَرته أَنا إِجْهاراً أَي

شهَّرْته، فهو مَجْهور به مَشْهور‏.‏ والمَجْهُورة من الآبار‏:‏ المعمورة، عَذْبَةً كانت أَو مِلحة‏.‏ وجَهَر البئرَ يَجْهَرُها جهراً واجْتَهَرَها‏:‏ نزحها؛ وأَنشد‏:‏

إِذا ورَدْنا آجِناً جَهَرْناهْ، أَو خالياً من أَهْلِهِ عَمَرْناهْ

أَي من كثرتنا نَزَفْنا البئَار وعَمَرْنا الخرابَ‏.‏ وحَفَر البئرَ حتى

جَهَر أَي بَلَغ الماءَ، وقيل‏:‏ جَهَرها أَخرج ما فيها من الحَمْأَةِ

والماء‏.‏ الجوهري‏:‏ جَهَرْتُ البئر واجْتَهَرْتُها أَي نَقَّيْتُها وأَخرجتُ ما

فيها من الحمأَة، قال الأَخفش‏:‏ تقول العرب جَهَرْتُ الرَّكِيَّةَ إِذا

كان ماؤُها قد غُطِّيَ بالطِّين فَنُقِّي ذلك حتى يظهر الماء ويصفو‏.‏ وفي حديث عائشة، وَوَصَفَتْ أَباها، رضي الله عنهما، فقالت‏:‏ اجْتَهَرَ دَفْنَ

الرَّواء؛ الاجْتِهارُ‏:‏ الاستخراج، تريد أَنه كَسَحَها‏.‏ يقال‏:‏ جَهَرْتُ

البئرَ واجْتَهَرْتها إِذا كَسَحْتها إِذا كانت مُنْدَفِنَةً؛ يقال‏:‏ ركيةٌ

دَفينٌ ورَكايا دُفُنٌ، والرَّواءُ‏:‏ الماءُ الكثير، وهذا مثل ضربته

عائشة، رضي الله عنها، لإِحكامه الأَمر بعد انتشاره، شبهته برجل أَتى على آبار

مندفنة وقد اندفن ماؤُها، فنزحها وكسحها وأَخرج ما فيها من الدفن حتى

نبع الماء‏.‏ وفي حديث خيبر‏:‏ وَجَدَ الناسُ بها بَصَلاً وثُوماً فَجَهَرُوه؛ أَي استخرجوه وأَكلوه‏.‏ وجَهَرْتُ البئر إِذا كانت مندفنة فأَخرجت ما

فيها‏.‏ والمَجْهُورُ‏:‏ الماء الذي كان سُدْماً فاستسقى منه حتى طاب؛ قال أَوسُ

بنُ حَجَرٍ‏:‏

قد حَلأَتْ ناقَتِي بَرْدٌ وصِيحَ بها

عن ماءِ بَصْوَةَ يوماً، وهْوَ مَجْهُورُ

وحَفَرُوا بئراً فَأَجْهَرُوا‏:‏ لم يصيبوا خيراً‏.‏

والعينُ الجَهْراءُ‏:‏ كالجاحظَة؛ رجل أَجْهَرُ وامرأَة جَهْراءُ‏.‏

والأَجْهَرُ من الرجال‏:‏ الذي لا يبصر في الشمس، جَهِرَ جَهَراً، وجَهَرَتْهُ

الشمسُ‏:‏ أَسْدَرَتْ بَصَرَهُ‏.‏ وكبشٌ أَجْهَرُ ونَعْجَةٌ جَهْراءُ‏:‏ وهي التي

لا تبصر في الشمس؛ قال أَبو العيال الهذليُّ يصف مَنيحَةً منحه إِياها

بَدْرُ بنُ عَمَّارٍ الهُذَليُّ‏:‏

جَهْراءُ لا تأْلو إِذا هي أَظْهَرَتْ

بَصَراً، ولا مِنْ عَيْلَةٍ تُغْنيني

ها نص ابن سيده وأَورده الأَزهري عن الأَصمعي وما عزاه لأَحد وقال‏:‏ قال

يصف فرساً يعني الجَهْراءَ؛ وقال أَبو منصور‏:‏ أُرى هذا البيت لبعض

الهُذَلِيين يصف نعجة؛ قال ابن سيده‏:‏ وعمَّ به بعضهم‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ كُلُّ

ضعيف البصر في الشمس أَجْهَرُ؛ وقيل‏:‏ الأَجهر بالنهار والأَعشى بالليل‏.‏

والجُهْرَةُ‏:‏ الحَوَلَةُ، والأَجْهَرُ‏:‏ الأَحْوَلُ‏.‏ رجلٌ أَجْهَرُ وامرأَة

جَهْراءُ، والاسم الجُهْرَةُ؛ أَنشد ثعلب للطرماح‏:‏

على جُهْرَةٍ في العينِ وهو خَدوجُ

والمُتَجاهر‏:‏ الذي يريك أَنه أَجْهَرُ؛ وأَنشد ثعلب‏:‏

كالنَّاظِر المُْتَجاهر

وفرس أَجْهَرُ‏:‏ غَشَّتْ غُرَّتُه وَجْهَه‏.‏ والجَهْوَرُ‏:‏ الجَريءُ

المُقْدِمُ الماضي‏.‏

وجَهَرْنا الأَرض إِذا سلكناها من غير معرفة‏.‏ وجَهَرْنا بني فلان أَي

صَبَّحْناهُم على غِرَّةٍ‏.‏ وحكي الفرّاء‏:‏ جَهَرْتُ السِّقَاءَ إِذا

مَخَضْته‏.‏

ولَبَنٌ جَهِيرٌ‏:‏ لم يُمْذَقْ بماء‏.‏ والجَهِيرُ‏:‏ اللبن الذي أُخرج

زُبْدُه، والثَّمِيرُ‏:‏ الذي لم يخرج زبده، وهو التَّثْمِير‏.‏

ورجل مِجْهَرٌ، بكسر الميم، إِذا كان من عادته أَن يَجْهَر بكلامه‏.‏

والمُجاهَرَةُ بالعداوة‏:‏ المُبادَأَةَ بها‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ الجَهْرُ قِطْعَةٌ من الدهرِ، والجَهْرُ السَّنَةُ

التامَّةُ؛ قال‏:‏ وحاكم أَعرابي رجلاً إِلى القاضي فقال‏:‏ بِعْتُ منه غُنْجُداً

مُذْ جَهْرٍ فغاب عني؛ قال ابن الأَعرابي‏:‏ مُذْ قِطْعَةٍ من الدهر‏.‏

والجَوْهَرُ‏:‏ معروف، الواحدةُ جَوْهَرَةٌ‏.‏

والجَوْهَرُ‏:‏ كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به‏.‏

وجَوْهَرُ كُلِّ شيء‏:‏ ما خُلِقَتْ عليه جِبِلَّتُه؛ قال ابن سيده‏:‏ وله

تحديد لا يليق بهذا الكتاب، وقيل‏:‏ الجوهر فارسي معرّب‏.‏

وقد سمَّت أَجْهَرَ وجَهِيراً وجَهْرانَ وجَوْهَراً‏.‏

جهبر‏:‏ التهذيب‏:‏ الجَيْهَبُور خُرْءُ الفأْر‏.‏

جهدر‏:‏ بُسْرُ الجُهَنْدَرِ‏:‏ ضربٌ من التمر؛ عن أَبي حنيفة‏.‏

جور‏:‏ الجَوْرُ‏:‏ نقيضُ العَدْلِ، جارَ يَجُورُ جَوْراً‏.‏ وقوم جَوَرَةٌ

وجارَةٌ أَي ظَلَمَةٌ‏.‏ والجَوْرْ‏:‏ ضِدُّ القصدِ‏.‏ والجَوْرُ‏:‏ تركُ القصدِ

في السير، والفعل جارَ يَجُورُ، وكل ما مال، فقد جارَ‏.‏ وجارَ عن الطريق‏:‏

عَدَلَ‏.‏ والجَوْرُ‏:‏ المَيْلُ عن القصدِ‏.‏ وجار عليه في الحكم وجَوَّرَهُ

تَجْويراً‏:‏ نسَبه إِلى الجَوْرِ؛ قول أَبي ذؤيب‏:‏

فإِنَّ التي فينا زَعَمْتَ ومِثْلَها *** لَفِيكَ، ولكِنِّي أَراكَ تَجُورُها

إِنما أَراد‏:‏ تَجُورُ عنها فحذف وعدَّى، وأَجارَ غيرَهُ؛ قال عمرو بن عَجْلان‏:‏

وقُولا لها‏:‏ ليس الطَّريقُ أَجارَنا، ولكِنَّنا جُرْنا لِنَلْقاكُمُ عَمْدا

وطَريقٌ جَوْرٌ‏:‏ جائر، وصف بالمصدر‏.‏ وفي حديث ميقات الحج‏:‏ وهو جَوْرٌ عن

طريقنا؛ أَي مائل عنه ليس على جادَّته، من جارَ يَجُورُ إِذا مال وضل؛ ومنه الحديث‏:‏ حتى يسير الراكبُ بينَ النّطْفَتَيْنِ لا يخشى إِلاّ

جَوْراً؛ أَي ضلالاً عن الطريق؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا روى الأَزهري، وشرح‏:‏ وفي رواية لا يَخْشَى جَوْراً، بحذف إِلاَّ، فإِن صح فيكون الجور بمعنى

الظلم‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ومنها جائر؛ فسره ثعلب فقال‏:‏ يعني اليهود والنصارى‏.‏

والجِوارُ‏:‏ المُجاوَرَةُ والجارُ الذي يُجاوِرُك وجاوَرَ الرجلَ

مُجاوَرَةً وجِواراً وجُواراً، والكسر أَفصح‏:‏ ساكَنَهُ‏.‏ وإِنه لحسَنُ الجِيرَةِ‏:‏

لحالٍ من الجِوار وضَرْب منه‏.‏ وجاوَرَ بني فلان وفيهم مُجاوَرَةً

وجِواراً‏:‏ تَحَرَّمَ بِجِوارِهم، وهو من ذلك، والاسم الجِوارُ والجُوارُ‏.‏ وفي حديث أُم زَرْع‏:‏ مِلْءُ كِسائها وغَيظُ جارَتها؛ الجارة‏:‏ الضَّرَّةُ من المُجاورة بينهما أَي أَنها تَرَى حُسْنَها فَتَغِيظُها بذلك‏.‏ ومنه الحديث‏:‏

كنتُ بينَ جارَتَيْنِ لي؛ أَي امرأَتين ضَرَّتَيْنِ‏.‏ وحديث عمر قال

لحفصة‏:‏ لا يَغُركِ أَن كانت جارَتُك هي أَوْسَم وأَحَبّ إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك؛ يعني عائشة؛ واذهب في جُوارِ الله‏.‏ وجارُكَ‏:‏ الذي

يُجاوِرُك، والجَمع أَجْوارٌ وجِيرَةٌ وجِيرانٌ، ولا نظير له إِلاَّ قاعٌ

وأَقْواعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ؛ وأَنشد‏:‏

ورَسْمِ دَارٍ دَارِس الأَجْوارِ

وتَجاوَرُوا واجْتَوَرُوا بمعنى واحد‏:‏ جاوَرَ بعضهم بعضاً؛ أَصَحُّوا

اجْتَوَرُوا إِذا كانت في معنى تَجاوَرُوا، فجعلوا ترك الإِعلال دليلاً على

أَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تَجاوَرُوا‏.‏ قال سيبويه‏:‏ اجْتَوَرُوا

تَجاوُراً وتَجاوَرُوا اجْتِواراً، وضعوا كل واحد من المصدرين موضع

صاحبه، لتساوي الفعلين في المعنى وكثرة دخول كل واحد من البناءين على صاحبه؛ قال الجوهري‏:‏ إِنما صحت الواو في اجْتَوَرُوا لأَنه في معنى ما لا بدّ له

أَن يخرّج على الأَصل لسكون ما قبله، وهو تَجَاوَرُوا، فبني عليه، ولو

لم يكن معناهما واحداً لاعتلت؛ وقد جاء‏:‏ اجْتَارُوا مُعَلاًّ؛ قال مُليح

الهُذلي‏:‏

كدَلَخِ الشَّرَبِ المُجْتارِ زَيَّنَهُ

حَمْلُ عَثَاكِيلَ، فَهْوَ الواثِنُ الرَّكِدُ

‏.‏

التهذيب‏:‏ عن ابن الأَعرابي‏:‏ الجارُ الذي يُجاوِرُك بَيْتَ بَيْتَ‏.‏

والجارُ النِّقِّيح‏:‏ هو الغريب‏.‏ والجار‏:‏ الشَّرِيكُ في العَقار‏.‏ والجارُ‏:‏

المُقاسِمُ‏.‏ والجار‏:‏ الحليف‏.‏ والجار‏:‏ الناصر‏.‏ والجار‏:‏ الشريك في التجارة، فَوْضَى كانت الشركة أَو عِناناً‏.‏ والجارة‏:‏ امرأَة الرجل، وهو جارُها‏.‏

والجَارُ‏:‏ فَرْجُ المرأَة‏.‏ والجارَةُ‏:‏ الطِّبِّيجَةُ، وهي الاست‏.‏ والجارُ‏:‏ ما

قَرُبَ من المنازل من الساحل‏.‏ والجارُ‏:‏ الصِّنَارَةُ السَّيِّءُ

الجِوارِ‏.‏ والجارُ‏:‏ الدَّمِثُ الحَسَنُ الجِوارِ‏.‏ والجارُ‏:‏ اليَرْبُوعِيُّ‏.‏

والجار‏:‏ المنافق‏.‏ والجَار‏:‏ البَراقِشِيُّ المُتَلَوِّنُ في أَفعاله‏.‏ والجارُ‏:‏

الحَسْدَلِيُّ الذي عينه تراك وقلبه يرعاك‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ لما كان الجار

في كلام العرب محتملاً لجميع المعاني التي ذكرها ابن الأَعرابي لم يجز

أَن يفسر قول النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِه، أَنه

الجار الملاصق إِلاَّ بدلالة تدل عليه، فوجب طلب الدلالة على ما أُريد به، فقامت الدلالة في سُنَنٍ أُخرى مفسرة أَن المراد بالجار الشريك الذي لم يقاسم، ولا يجوز أَن يجعل المقاسم مثل الشريك‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ والجارِ ذي

القُرْبَى والجارِ الجُنُبِ؛ فالجار ذو القربى هو نسيبك النازل معك في الحِواءِ ويكون نازلاً في بلدة وأَنت في أُخْرَى فله حُرَمَةُ جِوارِ

القرابة، والجار الجنب أَن لا يكون له مناسباً فيجيء إِليه ويسأَله أَن يجيره

أَي يمنعه فينزل معه، فهذا الجار الجنب له حرمة نزوله في جواره ومَنَعَتِه

ورُكونه إِلى أَمانه وعهده‏.‏ والمرأَةُ جارَةُ زوجها لأَنه مُؤْتَمَرٌ

عليها، وأُمرنا أَن نحسن إِليها وأَن لا نعتدي عليها لأَنها تمسكت بعَقْدِ

حُرْمَةِ الصِّهْرِ، وصار زوجها جارها لأَنه يجيرها ويمنعها ولا يعتدي

عليها؛ وقد سمي الأَعشى في الجاهلية امرأَته جارة فقال‏:‏

أَيا جارَتَا بِينِي فإِنَّكِ طالِقَهْ

ومَوْمُوقَةٌ، ما دُمْتِ فينا، ووَامِقَهْ

وهذا البيت ذكره الجوهري، وصدره‏:‏

أَجارَتَنَا بيني فإِنك طالقه

قال ابن بري‏:‏ المشهور في الرواية‏:‏

أَيا جارتا بيني فإِنك طالقه، كذَاكِ أُمُورُ النَّاسِ‏:‏ عادٍ وطارِقَهْ

ابن سيده‏:‏ وجارة الرجل امرأَته، وقيل‏:‏ هواه؛ وقال الأَعشى‏:‏

يا جَارَتَا ما أَنْتِ جَارَهْ، بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفَارَهْ

وجَاوَرْتُ في بَني هِلالٍ إِذا جاورتهم‏.‏ وأَجارَ الرجلَ إِجَارَةً

وجَارَةً؛ الأَخيرة عن كراع‏:‏ خَفَرَهُ‏.‏ واسْتَجَارَهُ‏:‏ سأَله أَن يُجِيرَهُ‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ وإِنْ أَحَدٌ من المشركين استجارك فأَجِرُهُ حتى

يعسْمَعَ كلامَ الله؛ قال الزجاج‏:‏ المعنى إِن طلب منك أَحد من أَهل الحرب

أَن تجيره من القتل إِلى أَن يسمع كلام الله فأَجره أَي أَمّنه، وعرّفه ما

يجب عليه أَن يعرفه من أَمر الله تعالى الذي يتبين به الإِسلام، ثم أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ لئلا يصاب بسوء قبل انتهاه إِلى مأْمنه‏.‏ ويقال للذي

يستجير بك‏:‏ جارٌ، وللذي يُجِيرُ‏:‏ جَارٌ‏.‏ والجار‏:‏ الذي أَجرته من أَن يظلمه

ظالم؛ قال الهذلي‏:‏

وكُنْتُ، إِذا جَارِي دَعَا لِمَضُوفَةٍ، أُشَمِّرُ حَتَّى يُنْصِفَ السَّاقَ مِئْزَرِي

وجارُك‏:‏ المستجيرُ بك‏.‏ وهم جارَةٌ من ذلك الأَمر؛ حكاه ثعلب، أَي

مُجِيرُونَ؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا أَدري كيف ذلك، إِلاَّ أَن يكون على توهم طرح

الزائد حتى يكون الواحد كأَنه جائر ثم يكسر على فَعَلةٍ، وإِلاَّ فَلا وجه

له‏.‏ أَبو الهيثم‏:‏ الجارُ والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحدٌ‏.‏ ومن عاذ بالله أَي

استجار به أَجاره الله، ومن أَجاره الله لم يُوصَلْ إِليه، وهو سبحانه

وتعالى يُجِيرُ ولا يُجَارُ عليه أَي يعيذ‏.‏ وقال الله تعالى لنبيه‏:‏ قل

لَنْ يُجِيرَني من الله أَحدٌ؛ أَي لن يمنعنى من الله أَحد‏.‏ والجارُ

والمُجِيرُ‏:‏ هو الذي يمنعك ويُجْيرُك‏.‏ واستْجَارَهُ من فلان فَأَجَارَهُ منه‏.‏

وأَجارَهُ الله من العذاب‏:‏ أَنقذه‏.‏ وفي الحديث‏:‏ ويُجِيرُ عليهم أَدناهم؛ أَي إِذا أَجار واحدٌ من المسلمين حرّ أَو عبد أَو امرأَة واحداً أَو جماعة

من الكفار وخَفَرَهُمْ وأَمنَّهم، جاز ذلك على جميع المسلمين لا

يُنْقَضُ عليه جِوارُه وأَمانُه؛ ومنه حديث الدعاء‏:‏ كما تُجِيرُ بين البحور؛ أَي

تفصل بينها وتمنع أَحدها من الاختلاط بالآخر والبغي عليه‏.‏ وفي حديث

القسامة‏:‏ أُحب أَن تُجِيرَ ابْنِي هذا برجل من الخمسين أَي تؤمنه منها ولا

تستحلفه وتحول بينه وبينها، وبعضهم يرويه بالزاي، أَي تأْذن له في ترك

اليمين وتجيزه‏.‏ التهذيب‏:‏ وأَما قوله عز وجل‏:‏ وإِذْ زَيَّنَ لهم الشيطانُ

أَعْمَالَهُمْ وقال لا غالَب لَكُم اليومَ من الناسِ وإِني جَارٌ لكم؛ قال

الفرّاء‏:‏ هذا إِبليس تمثل في صورة رجل من بني كنانة؛ قال وقوله‏:‏ إِني جار

لكم؛ يريد أَجِيركُمْ أَي إِنِّي مُجِيركم ومُعيذُكم من قومي بني كنانة

فلا يَعْرِضُون لكم، وأَن يكونوا معكم على محمد صلى الله عليه وسلم فلما

عاين إِبليس الملائكة عَرَفَهُمْ فَنَكَصَ هارباً، فقال له الحرثُ بن هشام‏:‏ أَفراراً من غير قتال‏؟‏ فقال‏:‏ إِني بريء منكم إِني أَرَى ما لا

تَرَوْنَ إِني أَخافُ الله واللهُ شديدُ العقاب‏.‏ قال‏:‏ وكان سيد العشيرة إِذا

أَجار عليها إِنساناً لم يخْفِرُوه‏.‏ وجِوارُ الدارِ‏:‏ طَوَارُها‏.‏ وجَوَّرَ

البناءَ والخِبَاءَ وغيرهما‏:‏ صَرَعَهُ وقَلَبهَ؛ قال عُرْوَةُ بن الوَرْدِ‏:‏

قَلِيلُ التِماسِ الزَّادِ إِلا لِنَفْسِهِ، إِذا هُوَ أَضْحَى كالعَرِيشِ المُجَوَّرِ

وتَجَوَّرَ هُوَ‏:‏ تَهَدَّمَ‏.‏ وضَرَبَهُ ضربةً تَجَوَّرَ منها أَي

سَقَطَ‏.‏ وتَجَوَّرَ على فِرَاشه‏:‏ اضطجع‏.‏ وضربه فجوّره أَي صَرَعَهُ مثل

كَوَّرَهُ فَتَجَوَّرَ؛ وقال رجل من رَبِيعةِ الجُوعِ‏:‏

فَقَلَّما طَارَدَ حَتَّى أَغْدَرَا، وَسْطَ الغُبارِ، خَرِباً مُجَوَّرَا

وقول الأَعلم الهذلي يصف رَحِمَ امرأَةٍ هجاها‏:‏

مُتَغَضِّفٌ كالجَفْرِ باكَرَهُ

وِرْدُ الجَميعِ بِجائرٍ ضَخْمِ

قال السُّكَّريُّ‏:‏ عنى بالجائر العظيم من الدلاء‏.‏

والجَوَارُ‏:‏ الماءُ الكثير؛ قال القطامي يصف سفينة نوح، على نبينا وعليه

الصلاة والسلام‏:‏

وَلَوْلاَ اللهُ جَارَ بها الجَوَارُ

أَي الماء الكثير‏.‏ وغَيْثٌ جِوَرٌّ‏:‏ غَزِيرٌ كثير المطر، مأْخوذ من هذا، ورواه الأَصمعي‏:‏ جُؤَرٌّ له صَوْتٌ؛ قال‏:‏

لا تَسْقِهِ صَيَّبَ عَزَّافٍ جُؤَرّ

ويروى غَرَّافٍ‏.‏ الجوهري‏:‏ وغَيْثٌ جِوَرٌّ مثال هِجَفٍّ أَي شديد صوت

الرعد، وبازِلٌ جِوَرٌّ؛ قال الراجز‏:‏

زَوْجُكِ يا ذاتَ الثَّنَايا الغُرِّ، أَعْيَا قَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الجَرِّ

دُوَيْنَ عِكْمَيْ بازِلٍ جِوَرِّ، ثم شَدَدْنا فَوْقَهُ بِمَرِّ

والجِوَرُّ‏:‏ الصُّلْبُ الشديد‏.‏ وبعير جِوَرٌّ أَي ضخم؛ وأَنشد‏:‏

بَيْنَ خِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ

والجَوَّارُ‏:‏ الأَكَّارُ‏:‏ التهذيب‏:‏ الجَوَّارُ الذي يعمل لك في كرم أَو

بستان أَكَّاراً‏.‏

والمُجَاوَرَةُ‏:‏ الاعتكاف في المسجد‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه كان يُجَاوِرُ

بِحِراءٍ، وكان يجاور في العشر الأَواخر من رمضان أَي يعتكف‏.‏ وفي حديث

عطاء‏:‏ وسئل عن المُجَاوِرِ يذهب للخلاء يعني المعتكف‏.‏ فأَما المُجاوَرَةُ

بمكة والمدينة فيراد بها المُقَامُ مطلقاً غير ملتزم بشرائط الاعتكاف

الشرع‏.‏ الإِجارَةُ، في قول الخليل‏:‏ أَن تكون القافية طاء والأُخرى دالاً ونحو

ذلك، وغيره يسميه الإِكْفاءَ‏.‏ وفي المصنف‏:‏ الإِجازة، بالزاي، وقد ذكر في أَجز‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ جُرْجُرْ إِذا أَمرته بالاستعداد للعدوّ‏.‏ والجارُ‏:‏

موضع بساحل عُمانَ‏.‏ وفي الحديث ذِكْرُ الجارِ، هو بتخفيف الراء، مدينة

على ساحل البحر بينها وبين مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم وليلة‏.‏

وجيرانُ‏:‏ موضع ؛ قال الراعي‏:‏

كأَنها ناشِطٌ حُمٌّ قَوائِمُهُ

مِنْ وَحْشِ جِيرانَ، بَينَ القُفِّ والضَّفْرِ

وجُورُ‏:‏ مدينة، لم تصرف الماكن العجمة‏.‏ الصحاح‏:‏ جُورُ اسم بلد يذكر

ويؤنث‏.‏

جير‏:‏ جَيْرِ‏:‏ بمعنى أَجَلْ؛ قال بعض الأَغفال‏:‏

قَالَتْ‏:‏ أَراكَ هارِباً لِلْجَوْرِ

مِنْ هَدَّةِ السُّلْطانِ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ جَيْرِ

قال سيبويه‏:‏ حركوه لالتقاء الساكنين وإِلا فحكمه السكون لأَنه كالصوت‏.‏

وجَيْرِ‏:‏ بمعنى اليمين، يقال‏:‏ جَيْرِ لا أَفعل كذا وكذا‏.‏ وبعضهم يقول‏:‏

جَيْرَ، بالنصب، معناها نَعَمْ وأَجَلْ، وهي خفض بغير تنوين‏.‏ قال الكسائي في الخفض بلا تنوين‏.‏ شمر‏:‏ لا جَيْرِ لا حَقّاً‏.‏ يقال‏:‏ جَيْرِ لا أَفعل ذلك

ولا جَيْر لا أَفعل ذلك، وهي كسرة لا تنتقل؛ وأَنشد‏:‏

جَامِعُ قَدْ أَسْمَعْتَ مَنْ يَدْعُو جَيْرِ، وَلَيْسَ يَدْعُو جَامِعٌ إِلى جَيْرِ

قال ابن الأَنباري‏:‏ جَيْرِ يوضع موضع اليمين‏.‏ الجوهري‏:‏ قولهم جَيْرِ لا

آتيك، بكسر الراء، يمين للعرب ومعناها حقّاً؛ قال الشاعر‏:‏

وقُلْنَ عَلى الفِرْدَوْسِ أَوَّلَ مَشْرَبٍ‏:‏

أَجَلْ جَيْرِ أَنْ كَانَتْ أُبِيحَتْ دَعاثِرُهْ

والجَيَّارُ‏:‏ الصَّارُوجُ‏.‏ وقد جَيَّرَ الحوضَ؛ قال الشاعر‏:‏

إِذا ما شَتَتْ لَمْ تَسْتُرِيها، وإِنْ تَقِظْ

تُباشرْ بِصُبْحِ المازِنِيِّ المُجَيَّرا‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ إِذا خُلط‏.‏ الرَّمادُ بالنُّورَةِ والجِصِّ فهو الجَيَّارُ؛ وقال الأَخطل يصف بيتاً‏:‏

بحُرَّةَ كأَتانِ الضَّحْلِ أَضْمَرَهَا، بَعْدَ الرَّبالَةِ، تَرْحالي وتَسْيَارِي

كأَنها بُرْجُ رُومِيٍّ يُشَيِّدُهُ، لُزَّ بِطِينٍ وآجُرٍّ وجَيَّارِ

والهاء في كأَنها ضمير ناقته، شبهها بالبرج في صلابتها وقُوَّتها‏.‏

والحُرَّةُ‏:‏ الناقة الكريمة‏.‏ وأَتانُ الضَّحْلِ‏:‏ الصخرة العظيمة

المُلَمْلَمَةُ‏.‏ والضحك‏:‏ الماء القليل‏.‏ والرَّبالة‏:‏ السِّمَن‏.‏

وفي حديث ابن عمر‏:‏ أَنه مر بصاحب جِير قد سقط فأَعانه؛ الجِيرُ‏:‏ الجِصُّ

فإِذا خلط بالنورة فهو الجَيَّارُ، وقيل‏:‏ الجَيَّار النورة وحدها‏.‏

والجَيَّارُ‏:‏ الذي يجد في جوفه حَرّاً شديداً‏.‏ والجائِرُ والجَيَّارُ‏:‏

حَرٌّ في الحَلْقِ والصَّدْرِ من غيظ أَو جوع؛ قال المُتَنَخِّلُ

الهُُذَلِيُّ، وقيل‏:‏ هو لأَبي ذؤيب‏:‏

كأَنما بَيْنَ لَحْيَيْهِ ولَبَّتِهِ، مِن جُلْبَةِ الجُوعِ، جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ

وفي الصحاح‏:‏

قَدْ حَالَ بَيْنَ تَراقِيهِ ولَبَّتِهِ

وقال الشاعر في الجائر‏:‏

فَلَمَّا رأَيتُ القَوْمَ نادَوْا مُقاعِساً، تَعَرَّضَ لِي دونَ التَّرائبِ جَائرُ

قال ابن جني‏:‏ الظاهر في جَيَّارٍ أَن يكون فَعَّالاً كالكَلاَّءِ

والجَبَّانِ؛ قال‏:‏ ويحتمل أَن يكون فَيْعالاً كخَيْتامٍ وأَن يكون فَوْعالاً

كَتَوْرابٍ‏.‏ والجَيَّارُ‏:‏ الشِّدَّةُ؛ وبه فسر ثعلب بيت المتنخل الهذلي

جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ‏.‏

حبر‏:‏ الحِبْرُ‏:‏ الذي يكتب به وموضعه المِحْبَرَةُ، بالكسر‏.‏

في الجَمالِ والبَهاء‏.‏ وسأَل عبدالله بن سلام كعباً عن الحِبْرِ فقال‏:‏ هو الرجل الصالح، وجمعه أَحْبَارٌ وحُبُورٌ؛ قال كعب بن مالك‏:‏

لَقَدْ جُزِيَتْ بِغَدْرَتِها الحُبُورُ، كذاكَ الدَّهْرُ ذو صَرْفٍ يَدُورُ

وكل ما حَسُنَ من خَطٍّ أَو كلام أَو شعر أَو غير ذلك، فقد حُبِرَ

حَبْراً وحُبِّرَ‏.‏ وكان يقال لطُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ في الجاهلية‏:‏ مُحَبِّرٌ، لتحسينه الشِّعْرَ، وهو مأْخوذ من التَّحْبِيرِ وحُسْنِ الخَطِّ

والمَنْطِقِ‏.‏ وتحبير الخط والشِّعرِ وغيرهما‏:‏ تحسينه‏.‏ الليث‏:‏ حَبَّرْتُ الشِّعْر

والكلامَ حَسَّنْتُه، وفي حديث أَبي موسى‏:‏ لو علمت أَنك تسمع لقراءتي

لحَبَّرْتُها لك تَحْبِيراً؛ يريد تحسين الصوت‏.‏ وحَبَّرتُ الشيء تَحْبِيراً

إِذا حَسَّنْتَه‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ وأَما الأَحْبارُ والرُّهْبان فإن الفقهاء قد اختلفوا فيهم، فبعضهم يقول حَبْرٌ وبعضهم يقول حِبْرٌ، وقال

الفراء‏:‏ إِنما هو حِبْرٌ، بالكسر، وهو أَفصح، لأَنه يجمع على أَفْعالٍ دون

فَعْلٍ، ويقال ذلك للعالم، وإِنما قيل كعب الحِبْرِ لمكان هذا الحِبْرِ الذي

يكتب به، وذلك أَنه كان صاحب كتب‏.‏ قال‏:‏ وقال الأَصمعي لا أَدري أَهو الحِبْرُ أَو الحَبْر للرجل العالم؛ قال أَبو عبيد‏:‏ والذي عندي أَنه الحَبر، بالفتح، ومعناه العالم بتحبير الكلام والعلم وتحسينه‏.‏ قال‏:‏ وهكذا يرويه

المحدّثون كلهم، بالفتح‏.‏ وكان أَبو الهيثم يقول‏:‏ واحد الأَحْبَارِ حَبْرٌ

لا غير، وينكر الحِبْرَ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ حِبْرٌ وحَبْرٌ للعالم، ومثله بِزرٌ وبَزْرٌ وسِجْفٌ وسَجْفٌ‏.‏ الجوهري‏:‏ الحِبْرُ والحَبْرُ واحد

أَحبار اليهود، وبالكسر أَفصح؛ ورجل حِبْرٌ نِبْرٌ؛ وقال الشماخ‏:‏

كما خَطَّ عِبْرانِيَّةً بيمينه

بِتَيْماءَ حَبْرٌ، ثم عَرِّضَ أَسْطُرَا

رواه الرواة بالفتح لا غير؛ قال أَبو عبيد‏:‏ هو الحبر، بالفتح، ومعناه

العالم بتحبير الكلام‏.‏ وفي الحديث‏:‏ سميت سُورةَ المائدة وسُورَةَ الأَحبار

لقوله تعالى فيها‏:‏ يحكم بها النبيون الذي أَسلموا للذين هادوا والربانيون

والأَحْبَارُ؛ وهم العلماء، جمع حِبْرٍ وحَبْر، بالكسر والفتح، وكان

يقال لابن عباس الحَبْرُ والبَحْرُ لعلمه؛ وفي شعر جرير‏:‏

إِنَّ البَعِيثَ وعَبْدَ آلِ مُقَاعِسٍ

لا يَقْرآنِ بِسُورَةِ الأَحْبَارِ

أَي لا يَفِيانِ بالعهود، يعني قوله تعالى‏:‏ يا أَيها الذين آمنوا

أَوْفُوا بالعُقُودِ‏.‏ والتَّحْبِيرُ‏:‏ حُسْنُ الخط؛ وأَنشد الفرّاء فيما روى

سلمة عنه‏:‏

كَتَحْبِيرِ الكتابِ بِخَطِّ، يَوْماً، يَهُودِيٍّ يقارِبُ أَوْ يَزِيلُ

ابن سيده‏:‏ وكعب الحِبْرِ كأَنه من تحبير العلم وتحسينه‏.‏ وسَهْمٌ

مُحَبَّر‏:‏ حَسَنُ البَرْي‏.‏ والحَبْرُ والسَّبْرُ والحِبْرُ والسِّبْرُ، كل ذلك‏:‏

الحُسْنُ والبهاء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يخرج رجل من أَهل البهاء قد ذهب حِبْرُه

وسِبْرُه؛ أَي لونه وهيئته، وقيل‏:‏ هيئته وسَحْنَاؤُه، من قولهم جاءت

الإِبل حَسَنَةَ الأَحْبَارِ والأَسْبَارِ، وقيل‏:‏ هو الجمال والبهاء وأَثَرُ

النِّعْمَةِ‏.‏ ويقال‏:‏ فلان حَسَنُ الحِبْر والسَّبْرِ والسِّبْرِ إِذا كان

جيملاً حسن الهيئة؛ قال ابن أَحمر وذكر زماناً‏:‏

لَبِسْنا حِبْرَه، حتى اقْتُضِينَا

لأَعْمَالٍ وآجالٍ قُضِينَا

أَي لبسنا جماله وهيئته‏.‏ ويقال‏:‏ فلان حسن الحَبْر والسَّبْرِ، بالفتح

أَيضاً؛ قال أَبو عبيد‏:‏ وهو عندي بالحَبْرِ أَشْبَهُ لأَنه مصدر حَبَرْتُه

حَبْراً إِذا حسنته، والأَوّل اسم‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ رجل حَسَنُ

الحِبْر والسِّبْر أَي حسن البشرة‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ الحِبْرُ من الناس الداهية

وكذلك السِّبْرُ‏.‏

والحَبْرُ والحَبَرُ والحَبْرَة والحُبُور، كله‏:‏ السُّرور؛ قال العجاج‏:‏

الحمدُ للهِ الذي أَعْطى الحَبَرْ

ويروى الشَّبَرْ مِن قولهم حَبَرَني هذا الأَمْرُ حَبْراً أَي سرني، وقد

حرك الباء فيهما وأَصله التسكين؛ ومنه الحَابُورُ‏:‏ وهو مجلس الفُسَّاق‏.‏

وأَحْبَرَني الأَمرُ‏:‏ سَرَّني‏.‏ والحَبْرُ والحَبْرَةُ‏:‏ النِّعْمَةُ، وقد

حُبِرَ حَبْراً‏.‏ ورجل يَحْبُورٌ يَفْعُولٌ من الحُبُورِ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏

اليَحْبُورُ الناعم من الرجال، وجمعه اليَحابِيرُ مأْخوذ من الحَبْرَةِ وهي

النعمة؛ وحَبَرَه يَحْبُره، بالضم، حَبْراً وحَبْرَةً، فهو مَحْبُور‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ فهم في رَوْضَةٍ يُحْبَرُون؛ أَي يُسَرُّونَ، وقال

الليث‏:‏ يُحْبَرُونَ يُنَعَّمُونَ ويكرمون؛ قال الزجاج‏:‏ قيل إِن الحَبْرَةَ

ههنا السماع في الجنة‏.‏ وقال‏:‏ الحَبْرَةُ في اللغة كل نَغْمَةٍ حَسَنَةٍ

مُحَسَّنَةٍ‏.‏ وقال الأَزهري‏:‏ الحَبْرَةُ في اللغة النَّعمَةُ التامة‏.‏ وفي الحديث في ذكر أَهل الجنة‏:‏ فرأَى ما فيها من الحَبْرَة والسرور؛ الحَبْرَةُ، بالفتح‏:‏ النِّعْمَةُ وسعَةُ العَيْشِ، وكذلك الحُبُورُ؛ ومنه حديث

عبدالله‏:‏ آل عِمْرَانَ غِنًى والنِّساءُ مَحْبَرَةَ أَي مَظِنَّةٌ للحُبُورِ

والسرور‏.‏ وقال الزجاج في قوله تعالى‏:‏ أَنتم وأَزواجكم تُحْبَرُون؛ معناه

تكرمون إِكراماً يبالغ فيه‏.‏ والحَبْرَة‏:‏ المبالغة فيما وُصِفَ بجميل، هذا

نص قوله‏.‏ وشَيْءٌ حِبرٌ‏:‏ ناعمٌ؛ قال المَرَّارُ العَدَوِيُّ‏:‏

قَدْ لَبِسْتُ الدَّهْرَ من أَفْنَانِهِ، كُلَّ فَنٍّ ناعِمٍ منه حَبِرْ

وثوب حَبِيرٌ‏:‏ جديد ناعم؛ قال الشماخ يصف قوساً كريمة على أَهلها‏:‏

إِذا سَقَطَ الأَنْدَاءُ صِينَت وأُشْعِرَتْ

حَبِيراً، وَلَمْ تُدْرَجْ عليها المَعَاوِزُ

والجمع كالواحد‏.‏ والحَبِيرُ‏:‏ السحاب، وقيل‏:‏ الحَبِيرُ من السحاب الذي

ترى فيه كالتَّثْمِيرِ من كثرة مائه‏.‏ قال الرِّياشي‏:‏ وأَما الحَبِيرُ بمعنى

السحاب فلا أَعرفه؛ قال فإِن كان أَخذه من قول الهذلي‏:‏

تَغَذَّمْنَ في جَانِبَيْهِ الخَبِيـ *** رَلَمَّا وَهَى مُزْنُه واسْتُبيحَا

فهو بالخاء، وسيأْتي ذكره في مكانه‏.‏

والحِبَرَةُ، والحَبَرَةُ‏:‏ ضَرْبٌ من برود اليمن مُنَمَّر، والجمع حِبَرٌ وحِبَرات‏.‏ الليث‏:‏ بُرُودٌ حِبَرةٌ ضرب من البرود اليمانية‏.‏ يقال‏:‏

بُرْدٌ حَبِيرٌ وبُرْدُ حِبَرَة، مثل عِنَبَةٍ، على الوصف والإِضافة؛ وبُرُود

حِبَرَةٌ‏.‏ قال‏:‏ وليس حِبَرَةٌ موضعاً أَو شيئاً معلوماً إِنما هو وَشْيٌ

كقولك قَوْب قِرْمِزٌ، والقِرْمِزُ صِبْغُهُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم لما خَطَبَ خديجة، رضي الله عنها، وأَجابته استأْذنت

أَباها في أَن تتزوجه، وهو ثَمِلٌ، فأَذن لها في ذلك وقال‏:‏ هو الفحْلُ لا

يُقْرَعُ أَنفُهُ، فنحرت بعيراً وخَلَّقَتْ أَباها بالعَبيرِ وكَسَتْهُ

بُرْداً أَحْمَرَ، فلما صحا من سكره قال‏:‏ ما هذا الحَبِيرُ وهذا العَبِيرُ

وهذا العَقِيرُ‏؟‏ أَراد بالحبير البرد الذي كسته، وبالعبير الخَلُوقَ الذي

خَلَّقَتْهُ، وبالعقير البعيرَ المَنْحُورَ وكان عُقِرَ ساقُه‏.‏ والحبير

من البرود‏:‏ ما كان مَوْشِيّاً مُخَطَّطاً‏.‏ وفي حديث أَبي ذر‏:‏ الحمد لله

الذي أَطعمنا الحَمِير وأَلبسنا الحبير‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ حين لا

أَلْبَسُ الحَبيرَ‏.‏ وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ مَثَلُ الحواميم في القرآن كَمَثَلِ الحِبَرَاتِ في الثياب‏.‏

والحِبْرُ‏:‏ بالكسر‏:‏ الوَشْيُ؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ والحِبْرُ والحَبَرُ‏:‏

الأَثَرُ من الضِّرْبَة إِذا لم يدم، والجمع أَحْبَارٌ وحُبُورٌ، وهو الحَبَارُ والحِبار‏.‏ الجوهري‏:‏ والحَبارُ الأَثَرُ؛ قال الراجز‏:‏

لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فيها، أَلا تَرى حِبَارَ مَنْ يَسْقِيها‏؟‏

وقال حميد الأَرقط‏:‏

لم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطَارُ، ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبَارُ

والجمعُ حَبَاراتٌ ولا يُكَسِّرُ‏.‏

وأَحْبَرَتِ الضَّرْبَةُ جلده وبجلده‏:‏ أَثرت فيه‏.‏ وحُبِرَ جِلْدُه

حَبْراً إِذا بقيت للجرح آثار بعد البُرْء‏.‏ والحِبَارُ والحِبْرُ‏:‏ أَثر الشيء‏.‏

الأَزهري‏:‏ رجل مُحَبَّرٌ إِذا أَكلت البراغيث جِلْدَه فصار له آثار في جلده؛ ويقال‏:‏ به حُبُورٌ أَي آثار‏.‏ وقد أَحْبَرَ به أَي ترك به أَثراً؛ وأَنشد لمُصَبِّحِ بن منظور الأَسَدِي، وكان قد حلق شعر رأْس امرأَته، فرفعته إِلى الوالي فجلده واعتقله، وكان له حمار وجُبَّة فدفعهما للوالي

فَسَرَّحَهُ‏:‏

لَقَدْ أَشْمَتَتْ بي أَهْلَ فَيْدٍ، وغادَرَتْ

بِجِسْمِيَ حِبْراً، بِنْتُ مَصَّانَ، بادِيَا

وما فَعَلتْ بي ذاك، حَتَّى تَرَكْتُها

تُقَلِّبُ رَأْساً، مِثْلَ جُمْعِيَ، عَارِيَا

وأَفْلَتَني منها حِماري وَجُبَّتي، جَزَى اللهُ خَيْراً جُبَّتي وحِمارِيَا

وثوبٌ حَبِيرٌ أَي جديد‏.‏

والحِبْرُ والحَبْرُ والحَبْرَةُ والحُبْرَةُ والحِبِرُ والحِبِرَةُ، كل

ذلك‏:‏ صُفْرة تَشُوبُ بياضَ الأَسْنَان؛ قال الشاعر‏:‏

تَجْلُو بأَخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ذا أُشُرٍ، كَعارِضِ البَرْق لم يَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا

قال شمر‏:‏ أَوّله الحَبْرُ وهي صفرة، فإِذا اخْضَرَّ، فهو القَلَحُ، فإِذا أَلَحَّ على اللِّثَةِ حتى تظهر الأَسْناخ، فهو الحَفَرُ والحَفْرُ‏.‏

الجوهري‏:‏ الحِبِرَة، بكسر الحاء والباء، القَلَح في الأَسنان، والجمع بطرح

الهاء في القياس، وأَما اسم البلد فهو حِبِرٌّ، بتشديد الراء‏.‏ وقد

حَبِرتْ أَسنانه تَحْبَرُ حَبَراً مثال تَعِبَ تَعَباً أَي قَلِحَتْ، وقيل‏:‏

الحبْرُ الوسخ على الأَسنان‏.‏ وحُبِرَ الجُرْحُ حَبْراً أَي نُكسَ وغَفَرَ، وقيل‏:‏ أَي برئ وبقيت له آثار‏.‏

والحَبِيرُ‏:‏ اللُّغام إِذا صار على رأْس البعير، والخاء أَعلى؛ هذا قول

ابن سيده‏.‏ الجوهري‏:‏ الحَبِيرُ لُغامُ البعير‏.‏ وقال الأَزهري عن الليث‏:‏

الحَبِيرُ من زَبَدِ اللُّغامِ إِذا صار على رأْس البعير، ثم قال الأَزهري‏:‏

صحف الليث هذا الحرف، قال‏:‏ وصوابه الخبير، بالخاء، لِزَبَدِ أَفواه

الإِبل، وقال‏:‏ هكذا قال أَبو عبيد‏.‏ وروى الأَزهري بسنده عن الرِّياشِي قال‏:‏

الخبير الزَّبَدُ، بالخاء‏.‏

وأَرض مِحْبَارٌ‏:‏ سريعة النبات حَسَنَتُهُ كثيرة الكلإِ؛ قال‏:‏

لَنَا جِبَالٌ وحِمًى مِحْبَارُ، وطُرُقٌ يُبْنَى بِهَا المَنارُ

ابن شميل‏:‏ الأَرض السريعةُ النباتِ السهلةُ الدَّفِئَةُ التي ببطون

الأَرض وسَرَارتِها وأَراضَتِها، فتلك المَحابِيرُ‏.‏ وقد حَبِرَت الأَرض، بكسر

الباء، وأَحْبَرَتْ؛ والحَبَارُ‏:‏ هيئة الرجل؛ عن اللحياني، حكاه عن أَبي

صَفْوانَ؛ وبه فسر قوله‏:‏

أَلا تَرى حَبَارَ مَنْ يَسْقيها

قال ابن سيده‏:‏ وقيل حَبَارُ هنا اسم ناقة، قال‏:‏ ولا يعجبني‏.‏

والحُبْرَةُ‏:‏ السِّلْعَةُ تخرج في الشجر أَي العُقْدَةُ تقطع ويُخْرَطُ

منها الآنية‏.‏

والحُبَارَى‏:‏ ذكر الخَرَبِ؛ وقال ابن سيده‏:‏ الحُبَارَى طائر، والجمع حُبَارَيات‏.‏ وأَنشد بعض البغداديين في صفة صَقْرٍ‏:‏

حَتْف الحُبَارَياتِ والكَراوين

قال سيبويه‏:‏ ولم يكسر على حَِبَارِيَّ ولا حَبَائِرَ ليَفْرُقُوا بينها

وبين فَعْلاء وفَعَالَةٍ وأَخواتها‏.‏ الجوهري‏:‏ الحُبَارَى طائر يقع على

الذكر والأُنثى، واحدها وجمعها سواء‏.‏ وفي المثل‏:‏ كُلُّ شيء يُحِبُّ ولَدَهُ

حتى الحُبَارَى، لأَنها يضرب بها المَثلُ في المُوقِ فهي على مُوقها تحب

ولدها وتعلمه الطيران، وأَلفه ليست للتأْنيث‏.‏ ولا للإِلحاق، وإِنما بني الاسم عليها فصارت كأَنها من نفس الكلمة لا تنصرف في معرفة ولا نكرة أَي لا تنوّن‏.‏ والحبْرِيرُ

والحُبْرور والحَبَرْبَرُ والحُبُرْبُورُ واليَحْبُورُ‏:‏ وَلَدُ الحُبَارَى؛ وقول

أَبي بردة‏:‏

بازٌ جَرِيءٌ على الخَزَّانِ مُقْتَدِرٌ، ومن حَبَابِيرِ ذي مَاوَانَ يَرْتَزِقُهْ

قال ابن سيده‏:‏ قيل في تفسيره‏:‏ هو جمع الحُبَارَى، والقياس يردّه، إِلا

أَن يكون اسماً للجمع‏.‏ الأَزهري‏:‏ وللعرب فيها أَمثال جمة، منها قولهم‏:‏

أَذْرَقُ من حُبَارَى، وأَسْلَحُ من حُبَارَى، لأَنها ترمي الصقر بسَلْحها

إِذا أَراغها ليصيدها فتلوث ريشه بِلَثَقِ سَلْحِها، ويقال‏:‏ إِن ذلك يشتد

على الصقر لمنعه إِياه من الطيران؛ ومن أَمثالهم في الحبارى‏:‏ أَمْوَقُ من الحُبَارَى؛ ذلك انها تأْخذ فرخها قبل نبات جناحه فتطير معارضة له

ليتعلم منها الطيران، ومنه المثل السائر في العرب‏:‏ كل شيء يحب ولده حتى

الحبارى ويَذِفُّ عَنَدَهُ‏.‏ وورد ذلك في حديث عثمان، رضي الله عنه، ومعنى قولهم

يذف عَنَدَهُ أَي تطير عَنَدَهُ أَي تعارضه بالطيران، ولا طيران له لضعف

خوافيه وقوائمه‏.‏ وقال ابن الأَثير‏:‏ خص الحبارى بالذكر في قوله حتى

الحبارى لأَنها يضرب بها المثل في الحُمْق، فهي على حمقها تحب ولدها فتطعمه

وتعلمه الطيران كغيرها من الحيوان‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ فلان يعاند فلاناً أَي

يفعل فعله ويباريه؛ ومن أَمثالهم في الحبارى‏:‏ فلانٌ ميت كَمَدَ الحُبارَى، وذلك أَنها تَحْسِرُ مع الطير أَيام التَّحْسير، وذلك أَن تلقي الريش ثم يبطئ نبات ريشها، فإِذا طار سائر الطير عجزت عن الطيران فتموت كمداً؛ ومنه قول أَبي الأَسود الدُّؤَلي‏:‏

يَزِيدٌ مَيّتٌ كَمَدَ الحُبَارَى، إِذا طُعِنَتْ أُمَيَّةُ أَوْ يُلم أَي يموت أَو يقرب من الموت‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ والحبارى لا يشرب الماء

ويبيض في الرمال النائية؛ قال‏:‏ وكنا إِذا ظعنا نسير في جبال الدهناء فربما

التقطنا في يوم واحد من بيضها ما بين الأَربع إِلى الثماني، وهي تبيض أَربع

بيضات، ويضرب لونها إِلى الزرقة، وطعمها أَلذ من طعم بيض الدجاج وبيض

النعام، قال‏:‏ والنعام أَيضاً لا ترد الماء ولا تشربه إِذا وجدته‏.‏ وفي حديث

أَنس‏:‏ إِن الحبارى لتموت هُزالاً بذنب بني آدم؛ يعني أَن الله تعالى يحبس

عنها القطر بشؤم ذنوبهم، وإِنما خصها بالذكر لأَنها أَبعد الطير

نُجْعَةً، فربما تذبح بالبصرة فتوجد في حوصلتها الحبة الخضراء، وبين البصرة وبين

منابتها مسيرة أَيام كثيرة‏.‏ واليَحبُورُ‏:‏ طائر‏.‏

ويُحابِرُ‏:‏ أَبو مُرَاد ثم سميت القبيلة يحابر؛ قال‏:‏

وقد أَمَّنَتْني، بَعْدَ ذاك، يُحابِرٌ

بما كنتُ أُغْشي المُنْدِيات يُحابِرا

وحِبِرٌّ، بتشديد الراء‏:‏ اسم بلد، وكذلك حِبْرٌ‏.‏ وحِبْرِيرٌ‏:‏ جبل معروف‏.‏

وما أَصبت منه حَبَرْبَراً أَي شيئاً، لا يستعمل إِلا في النفي؛ التمثيل

لسيبويه والتفسير للسيرافي‏.‏ وما أَغنى فلانٌ عني حَبَرْبَراً أَي شيئاً؛ وقال ابن أَحمر الباهلي‏:‏

أَمانِيُّ لا يُغْنِينَ عَنِّي حَبَرْبَرا

وما على رأْسه حَبَرْبَرَةٌ أَي ما على رأْسه شعرة‏.‏ وحكى سيبويه‏:‏ ما

أَصاب منه حَبَرْبَراً ولا تَبَرْبَراً ولا حَوَرْوَراً أَي ما أَصاب منه

شيئاً‏.‏ ويقال‏:‏ ما في الذي تحدّثنا به حَبَرْبَرٌ أَي شيء‏.‏ أَبو سعيد‏:‏ يقال

ما له حَبَرْبَرٌ ولا حَوَرْوَرٌ‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ ما أَصبت منه

حَبَرْبَراً ولا حَبَنْبَراً أَي ما أَصبت منه شيئاً‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ ما فيه

حَبَرْبَرٌ ولا حَبَنْبَرٌ، وهو أَن يخبرك بشيء فتقول‏:‏ ما فيه

حَبَنْبَرٌ‏.‏ يقال للآنية التي يجعل فيها الحِبْرُ من خَزَفٍ كان أَو من قَوارِير‏:‏

مَحْبَرَةٌ ومَحْبُرَةٌ كما يقال مَزْرَعَة ومَزْرُعَة ومَقْبَرَة

ومَقْبُرَة ومَخْبَزَة ومَخْبُزَةٌ‏.‏ الجوهري‏:‏ موضع الحِبْرِ الذي يكتب به المِحْبَرَة، بالكسر‏.‏

وحِبِرٌّ‏:‏ موضع معروف في البادية‏.‏ وأَنشد شمر عجز بيت‏:‏ فَقَفا حِبِرّ‏.‏

الأَزهري‏:‏ في الخماسي الحَبَرْبَرَةُ القَمِيئَةُ المُنافِرَةُ، وقال‏:‏

هذه ثلاثية الأَصل أُلحقت بالخماسي لتكرير بعض حروفها‏.‏

والمُحَبَّرُ‏:‏ فرس ضرار بن الأَزوَرِ الأَسَدِيِّ‏.‏ أَبو عمرو‏:‏

الحَبَرْبَرُ والحَبْحَبِيُّ الجمل الصغير‏.‏

حبتر‏:‏ الحَبْتَرُ والحُباتِرُ‏:‏ القصير كالحَتْرَبِ، وكذلك البُحْتُر، والأُنثى حَبْتَرَة‏.‏ والحَبْتَرُ‏:‏ من أَسماء الثعالب‏.‏ وحَبْتَرٌ‏:‏ اسم رجل؛ قال الراعي‏:‏

فأَومأْتُ إِيماءً خَفِيّاً لحَبْتَرٍ، ولِلَّهِ عَيْنا حَبْتَرٍ أَيَّما فَتَى

حبجر‏:‏ الحِبَجْرُ والحِبْجَرُ‏:‏ الوَتَرُ الغليظ؛ قال‏:‏

أَرْمِي عليها وهْيَ شيءٌ بُجْرُ، والقَوْسُ فيها وَتَرٌ حِبَجْرُ، وهْيَ ثلاثُ أَذْرُعٍ وشِبْرُ

والحُباجِرُ كذلك، ولم يُعَيِّن أَبو عبيد الحِبَجْرَ من أَي نوع هو إِنما قال‏:‏ الحِبَجْرُ، بكسر الحاء وفتح الباء، الغليظُ؛ وقد احْبَجَرَّ؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله‏:‏

يُخْرِجُ منها ذَنَباً حُناجِرا

بالنون، فلم يفسره‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ والصحيح عندي ذَنَباً حُباجراً، بالباء، كما تقدم وهو الغليظ‏.‏ والحُبْجُرُ والحُباجِرُ‏:‏ ذَكَرُ الحُبارَى‏.‏

والمُحْبَنْجِرُ‏:‏ المنتفخ غضباً‏.‏ واحْبَنْجَرَ أَي انتفخ من الغضب‏.‏

حبقر‏:‏ الأَزهري‏:‏ يقال إِنه لأَبْرَد من عَبْقُرٍّ وأَبْرَدُ من حَبْقُرٍّ وأَبرد من عَضْرَسٍ؛ قال‏:‏ والعَبْقُرُّ والحَبْقُرُّ والعَضْرَسُ

البَرَدُ‏.‏ وقال الجوهري في ترجمة عبقر عما جاء في المثل من قولهم‏:‏ هو أَبْرَدُ

من عَبْقُرٍّ، قال‏:‏ ويقال حَبْقُرّ كأَنهما كلمتان جعلتا واحدة، وسنذكر

ذلك في ترجمة عبقر‏.‏

حبكر‏:‏ حَبَوْكَرَى والحَبَوْكَرَى وحَبَوْكَرٌ وأُمُّ حَبَوْكَرٍ وأُم

حَبَوكَرَى، وأُم حَبَوْكَرَان‏:‏ الداهية‏.‏ وجاء فلانٌ بأُمِّ حَبَوْكَرَى

أَي بالداهية؛ وأَنشد لعمرو بن أَحمر الباهلي‏:‏

فلما غَسَا لَيْلِي، وأَيْقَنْتُ أَنها

هي الأُرَبَى، جاءتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى

الفراء‏:‏ وقع فلان في أُم حَبَوْكَرَى وَأُمِّ حَبَوْكَرٍ وحَبَوْكَرَان، ويُلقى منها أُمّ فيقال‏:‏ وقعوا في حَبَوْكَرٍ‏.‏ الجوهري‏:‏ أُمُّ

حَبَوْكَرَى هو أَعظم الدواهي‏.‏ والحَبَوكَرُ‏:‏ رملٌ يَضِلُّ فيه السالك‏.‏

والحَبَوْكَرَى‏:‏ الصبي الصغير‏.‏ والحَبَوْكَرَى أَيضاً‏:‏ معركة الحرب بعد انقضائها‏.‏

ويقال‏:‏ مررتُ على حَبَوْكَرَى من الناس أَي جماعات من أُمَم شَتَّى لا

نحور فيهم شيء ولا بسر‏.‏ بهم شيء‏.‏ الليث‏:‏ حَبَوْكَرٌ داهية وكذلك الحَبَوْكَرَى‏.‏ ويقال‏:‏ جمل

حَبَوْكَرَى، والأَلف زائدة، بني الاسم عليها لأَنك تقول للأُنثى

حَبَوْكَراة، وكل أَلف للتأْنيث لا يصح دخول هاء التأْنيث عليها، وليست أَيضاً

للإِلحاق لأَنه ليس له مثال من الأُصول فيلحق به‏.‏ وفي النوادر‏.‏ يقال

تَحَبْكَرُوا في الأَرض إِذا تَحَيَّرُوا‏.‏ وتَحبْكَرَ الرجل في طريقه‏:‏ مثله، إِذا تحير‏.‏ الليث في النوادر‏:‏ كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلَةً وحَبْكَرْتُه

حَبْكَرَة ودَبْكَلْتُهُ دَبْكَلَةً وحَبْحَبْتُه حَبْحَبَةً وزَمْزَمْتُه

زَمْزَمَةً وصَرْصَرْتُه وكَرْكَرْتُهُ إِذا جمعته ورددت أَطراف ما انتشر

منه وكذلك كَبْكَبْتُه‏.‏

حبنبر‏:‏ الأَزهري عن الأَصمعي‏:‏ ما أَصبت منه حَبَرْبَراً ولا حَبَنْبَراً

أَي ما أَصبت منه شيئاً‏.‏ وقال أَبو عمرو‏:‏ ما فيه حَبَرْبَرٌ ولا

حَبَنْبَرٌ وهو أَن يخبرك بشيء فتقول‏:‏ ما فيه حَبَنْبَرٌ، والله أَعلم‏.‏

حتر‏:‏ حَتارُ كُلِّ شيء‏:‏ كِفَافُه وحرفه وما استدار به كَحَتَارِ الأُذن

وهو كِفافُ حروف غَراضِيفِها‏.‏ وحَتارُ العين‏:‏ وهي حروف أَجفانها التي

تلتقي عند التغميض‏.‏ وقال الليث‏:‏ الحَتارُ ما استدار بالعين من زِيقِ

الجَفْنِ من باطن‏.‏ وحَتارُ الظُّفْر‏:‏ وهو ما يحيط به من اللحم، وكذلك ما يحيط

بالخِباء، وكذلك حَتارُ الغِربالِ والمُنْخُلِ‏.‏ وحَتارُ الاسْتِ‏:‏ أَطراف

جلدتها، وهو ملتقى الجلدة الظاهرة وأَطرَاف الخَوْرانِ، وقيل‏:‏ هي حروف

الدبر؛ وأَراد أَعرابيّ امرأَته فقالت له‏:‏ إِني حائض، قال‏:‏ فأَين الهَنَةُ

الأُخرَى‏؟‏ قالت له‏:‏ اتق الله فقال‏:‏

كلاَّ وَرَبِّ البَيْتِ ذِي الأَستارِ، لأَهْتِكَنَّ حَلَقَ الحَتَارِ، قَدْ يُؤْخَذُ الجَارُ بِجُرْمِ الجَارِ

وحَتَارُ الدبر‏:‏ حَلْقَتُه‏.‏ والحَتارُ‏:‏ مَعْقِدُ الطُّنُبِ في الطَّرِيقة، وقيل‏:‏ هو خيط يشدّ به الطِّرافُ، والجمع من ذلك كله حُتُرٌ‏.‏ والحَتارُ

والحِتْرُ‏:‏ ما يوصل بأَسفل الخباء إِذا ارتفع من الأَرض وقَلَصَ ليكون

سِتْراً؛ وهي الحُتْرَةُ أَيضاً‏.‏ وحَتَر البيتَ حَتْراً‏:‏ جعل له حَتاراً

أَو حُتْرَةً‏.‏ الأَزهري عن الأَصمعي قال‏:‏ الحُتُرُ أَكِفَّةُ الشِّقاقِ، كلُّ واحد منها حَتارٌ، يعني شِقاقَ البيت‏.‏ الجوهري‏:‏ الحَتارُ الكِفافُ

وكل ما أَحاط بالشيء واستدار به فهو حَتارُه وكِفافُه‏.‏

وحَتَرَ الشيءَ وأَحْتَرَه‏:‏ أَحكمه‏.‏ الأَزهري‏:‏ أَحْتَرْتُ العُقْدَةَ

إِحْتاراً إِذا أَحكمتها فهي مُحْتَرَةٌ‏.‏ وبينهم عَقْدٌ مُحْتَرٌ‏:‏ قد

اسْتُوثِقَ منه؛ قال لبيد‏:‏

وبالسَّفْحِ من شَرْقِيِّ سَلْمَى مُحاربٌ

شُجاعٌ، وذُو عَقْدٍ من القومِ مُحْتَرِ

وحَتَرَ العُقْدَة أَيضاً‏:‏ أَحكم عَقْدَها‏.‏ وكلُّ شَدٍّ‏:‏ حَتْرٌ؛ واستعاره أَبو كبير للدَّيْنِ فقال‏:‏

هَابوا لِقَوْمِهِمُ السَّلامَ كَأَنَّهُمْ، لَمَّا أُصيِبُوا، أَهْلُ دَيْنٍ مُحْتَرِ

وحَتَره يَحْتِرُه ويَحْتُرُه حَتْراً‏:‏ أَحَدَّ النظر إِليه‏.‏ والحَتْر‏:‏

الأَكلُ الشديدُ‏.‏ وما حَتَرَ شيئاً أَي ما أَكل‏.‏ وحَتَرَ أَهله

يَحْتِرُهُم ويَحْتُرُهُم حَتْراً وحُتُوراً‏:‏ قَتَّرَ عليهم النَّفقة، وقيل‏:‏

كَساهم ومانَهُمْ‏.‏ والحِتْرُ‏:‏ الشيء القليل‏.‏ وحَتَرَ الرجلَ حَتْراً‏:‏ أَعطاه

وأَطعمه، وقيل‏:‏ قَلَّلَ عطاءَه أَو إِطعامه‏.‏ وحَتَرَ له شيئاً‏:‏ أَعطاه

يسيراً‏.‏ وما حَتَرَهُ شيئاً أَي ما أَعطاه قليلاً ولا كثيراً‏.‏ وأَحْتَرَ

الرجلُ‏:‏ قلَّ عطاؤه‏.‏ وأَحْتَرَ‏:‏ قلّ خيره؛ حكاه أَبو زيد، وأَنشد‏:‏

إِذا ما كنتَ مُلْتَمِساً أَيامَى، فَنَكِّبْ كُلَّ مُحْتِرَةٍ صَناعِ

أَي تَنَكَّبْ، والاسم الحِتْرُ‏.‏ الأَصمعي عن أَبي زيد‏:‏ حَتَرْتُ له

شيئاً، بغير أَلف، فإِذا قال‏:‏ أَقَلَّ الرجلُ وأَحْتَرَ، قاله بالأَلف؛ قال‏:‏

والاسم منه الحِتْرُ؛ وأَنشد للأَعْلَمِ الهُذَلِيِّ‏:‏

إِذا النُّفَساءُ لم تُخَرَّسْ بِبِكْرِها

غُلاماً، ولم يُسْكَتْ بِحِتْرٍ فَطِيمُها

قال‏:‏ وأَخبرني الإِيادِيُّ عن شمر‏:‏ الحَاتِرُ المُعْطي؛ وأَنشد‏:‏

إِذ لا تَبِضُّ، إِلى الترا

ئِكِ والضَّرَائِكِ، كَفُّ حاتِرْ

قال‏:‏ وحَتَرْتُ أَعطيت‏.‏ ويقال‏:‏ كان عطاؤك إِياه حَقْراً حَتْراً أَي

قليلاً؛ وقال رؤبة‏:‏

إِلاَّ قَليلاً من قَليلٍ حَتْرِ

وأَحْتَرَ علينا رِزْقَنا أَي أَقَلَّه وحَبَسَهُ‏.‏ وقال الفرّاء‏:‏

حَتَرَهُ يَحْتِرُه ويَحْتُرُه إِذا كساه وأَعطاه؛ قال الشَّنْفَرَى‏:‏

وأُمّ عِيالٍ قَدْ شَهِدْتُ تَقُوتُهم، إِذا حَتَرَتْهُمْ أَتْفَهَتْ وأَقَلَّتِ

والمُحْتِرُ من الرجال‏:‏ الذي لا يُعْطِي خيراً ولا يُفْضِل على أَحد، إِنما هو كَفَافٌ بكَفافٍ لا ينفلت منه شيء‏.‏ وأَحْتَرَ على نفسه وأَهله أَي

ضَيَّقَ عليهم ومنعهم‏.‏ غيره‏:‏ وأَحْتَرَ القومَ فَوَّتَ عليهم طعامهم‏.‏

والحِتْرُ، بالكسر‏:‏ العَطِيَّةُ اليسيرة، وبالفتح المصدر‏.‏ تقول‏:‏ حَتَرْتُ

له شيئاً أَحْتِرُ حَتْراً، فإِذا قالوا‏:‏ أَقلّ وأَحْتَرَ، قالوه بالأَلف؛ قال الشنفرى‏:‏

وأُم عيال قد شهدتُ تقوتهم، إِذا أَطْعَمَتْهُمْ أَحْتَرَتْ وأَقَلَّتِ

تَخافُ علينا العَيْلَ، إِن هِيَ أَكْثَرَتْ، ونَحْنُ جِيَاعٌ، أَيَّ أَوْلٍ تأَلَّتِ

قال ابن بري‏:‏ المشهور في شعر الشنفرى‏:‏ وأُمِّ عيال، بالنصب، والناصب له

شهدت؛ ويروى‏:‏ وأُمِّ، بالخفض، على واورب، وأَراد بأُم عيال تأَبط شرّاً، وكان طعامهم على يده، وإِنما قتر عليهم خوفاً أَن تطول بهم الغَزاة فيفنى

زادهم، فصار لهم بمنزلة الأُم وصاروا له بمنزلة الأَولاد‏.‏ والعيل‏:‏ الفقر

وكذلك العيلة‏.‏ والأَوْلُ‏:‏ السياسة‏.‏ وتأَلت‏:‏ تَفَعَّلَتْ من الأَوْلِ

إِلا أَنه قلب فصيرت الواو في موضع اللام‏.‏

والحُتْرَةُ والحَتِيرَةُ؛ الأَخيرة عن كراع‏:‏ الوكِيرَةُ، وهو طعام يصنع

عند بناء البيت، وقد حَتَّرَ لَهُمْ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وأَنا واقف في هذا

الحرف، وبعضهم يقول حَثيرَةٌ، بالثاء‏.‏ ويقال‏:‏ حَتِّرْ لَنا أَي وَكِّرْ

لنا، وما حَتَرْتُ اليوم شيئاً أَي ما ذُقْتُ‏.‏ والحَتْرَةُ، بالفتح‏:‏

الرَّضْعَةُ الواحدة‏.‏

والحَتْرُ‏:‏ الذكر من الثعالب؛ قال الأَزهري‏:‏ لم أَسمع الحَتْرَ بهذا

المعنى لغير الليث وهو منكر‏.‏

حثر‏:‏ الأَزهري‏:‏ الحَثَرَةُ انْسِلاقُ العَيْنِ، وتصغيرها حُثَيْرَةٌ‏.‏

ابن سيده‏:‏ الحَثَرُ خشونة يجدها الرجل في عينه من الرَّمَصِ، وقيل‏:‏ هو أن يخرج فيها حب أَحمر، وهو بَثْرٌ يخرج في الأَجفان، وقد حَثِرَتْ عينه

تَحْثَرُ‏.‏

وحَثِرَ العَسَلُ حَثَراً‏:‏ تحبب، وهو عسل حائِرٌ وحَثِرٌ‏.‏ وحَثِرَ

الدِّبْسُ حَثَراً‏:‏ خَثُرَ وتَحَبَّبَ‏.‏ وطعام حَثِرٌ‏:‏ مُنْتَثِر لا خير فيه

إِذا جمع بالماء انْتَثَرَ من نواحيه، وقد حَثِرَ حَثَراً‏.‏ الأَزهري‏:‏

الدواء إِذا بُلَّ وعُجِنَ فلم يجتمع وتناثر، فهو حَثِرٌ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

حَثَّرَ الدَّواءَ إِذا حَبَّبَهُ، وحَثِرَ إِذا تَحَبَّبَ‏.‏ وفؤاد حَثِرٌ‏:‏ لا

يَعِي شيئاً، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر‏.‏ وأُذُنٌ حَثِرَةٌ إِذا لم تَسْمَعْ سمعاً جَيِّداً‏.‏ ولسان حَثِرٌ‏:‏ لا يجد طعم الطعام‏.‏ وحَثِرَ

الشيءُ حَثَراً، فهو حَثِرٌ وحَثْرٌ‏:‏ اتسع‏.‏

وحَثَرَةُ الغَضَا‏:‏ ثمرة تخرج فيه أَيامَ الصَّفَرِيَّةِ تَسْمَنُ عليها

الإِبل وتُلْبِنُ‏.‏ وحَثَرَةُ الكَرم‏:‏ زَمَعَتُه بَعْدَ الإِكْماخِ‏.‏

والحَثَرُ‏:‏ حَبُّ العُنْقُود إِذا تَبَيَّنَ؛ هذه عن أَبي حنيفة‏.‏ والحَثَرُ

من العنب‏:‏ ما لم يُونعْ وهو حامض صُلْبٌ لم يُشْكِلْ ولم يَتَمَوَّه‏.‏

والحَثَرُ‏:‏ حب العنب وذلك بعد البَرَمِ حين يصير كالجُلْجُلانِ‏.‏ والحَثَرُ‏:‏

نَوْرُ العنب؛ عن كراع‏.‏ وحُثَارَةُ التِّبْنِ‏:‏ حُطامه، لغة في الحُثالَةِ؛ قال ابن سيده‏:‏ وليس بِثَبَتٍ‏.‏

والحَوْثَرَةُ‏:‏ الكَمَرَة‏.‏ الجوهري‏:‏ الحَوْثَرَةُ الفيْشَةُ الضخمة، وهي

الكَوْشَلَةُ والفَيْشَلَةُ؛ والحَثَرَةُ من الجِبَأَةِ كأَنها تراب

مجموع فإِذا قُلِعَتْ رأَيت الرمل حولها‏.‏ والحَثَرُ‏:‏ ثمر الأَراك، وهو البَرِيرُ‏.‏ وحَثِرَ الجلد‏:‏ بَثِرَ؛ قال الراجز‏:‏

رَأَتْهُ شَيْخاً حَثِرَ المَلامِح

وهي ما حول الفم‏.‏ ويقال‏:‏ أَحْثَرَ النخلُ

إِذا تشقق طَلْعُه وكان حبه كالحَثَراتِ الصغار قبل أَن تصير حَصَلاً‏.‏

وحَوْثَرَةُ‏:‏ اسم‏.‏ وبنو حَوْثَرَةَ‏:‏ بطن من عبد القيس، ويقال لهم

الحواثر، وهم الذين ذكرهم المتلمس بقوله‏:‏

لَنْ يَرْحَضَ السَّوْآتِ عن أَحْسابِكُمْ

نَعَمُ الحَواثِر، إِذ تُساقُ لمَعْبَدِ

وهذا البيت أَنشده الجوهري‏:‏ إِذا تساق بمعبد‏.‏ وصواب إِنشاده‏:‏ لمعبد، باللام، كما أَنشدناه، ومَعْبَدٌ‏:‏ هو أَخو طَرَفَةَ وكان عمرو بن هند لما

قتل طرفة ودَاهُ بِنَعَمٍ أَصابها من الحَواثِر وسيقت إِلى معبد‏.‏

وحَوْثَرَةُ‏:‏ هو ربيعة بن عمرو بن عوف ابن أَنْمَارِ بن وَدِيَعَة بن لُكَيْزِ بن أَفْصَى بن عبد القيس، وكان من حديثه أَن امرأَة أَتته بِعُسٍّ من لبن فاستامت فيه سِيمَةً غالية، فقال لها‏:‏ لو وضعتُ فيه حَوْثَرَتي لملأته، فسمي حَوْثَرَةَ‏.‏ والحَوْثَرة‏:‏ الحَشَفةُ رَأْسُ الذكر‏.‏ وقال الأَزهري في ترجمة حتر‏:‏ الحَتِيرَة الوكيرة، وهو طعام يصنع عند بناء البيت؛ قال

الأَزهري‏:‏ وأَنا واقف في هذا الحرف، وبعضهم يقول حثيرة، بالثاء‏.‏

حجر‏:‏ الحَجَرُ‏:‏ الصَّخْرَةُ، والجمع في القلة أَحجارٌ، وفي الكثرة

حِجارٌ وحجارَةٌ؛ وقال‏:‏

كأَنها من حِجارِ الغَيْلِ، أَلبسَها

مَضارِبُ الماء لَوْنَ الطُّحْلُبِ التَّرِبِ

وفي التنزيل‏:‏ وقودها الناس والحجارة؛ أَلحقوا الهاء لتأْنيث الجمع كما

ذهب إِليه سيبويه في البُعُولة والفُحولة‏.‏ الليث‏:‏ الحَجَرُ جمعه

الحِجارَةُ وليس بقياس لأَن الحَجَرَ وما أَشبهه يجمع على أَحجار ولكن يجوز

الاستحسان في العربية كما أَنه يجوز في الفقه وتَرْكُ القياس له كما قال

الأَعشى يمدح قوماً‏:‏

لا نَاقِصِي حَسَبٍ ولا

أَيْدٍ، إِذا مُدَّت، قِصَارَهْ

قال‏:‏ ومثله المِهارَةُ والبِكارَةُ لجمع المُهْرِ والبَكْرِ‏.‏ وروي عن

أَبي الهيثم أَنه قال‏:‏ العرب تدخل الهاء في كل جمع على فِعَال أَو فُعُولٍ، وإِنما زادوا هذه الهاء فيها لأَنه إِذا سكت عليه اجتمع فيه عند السكت

ساكنان‏:‏ أَحدهما الأَلف التي تَنْحَرُ آخِرَ حَرْفٍ في فِعال، والثاني

آخرُ فِعال المسكوتُ عليه، فقالوا‏:‏ عِظامٌ وعَظامةٌ ونِفارٌ ونِفارةٌ، وقالوا‏:‏ فِحالَةٌ وحِبالَةٌ وذِكارَةٌ وذُكُورة وفُحولَةٌ وحُمُولَةٌ‏.‏ قال

الأَزهري‏:‏ وهذا هو العلة التي عللها النحويون، فأَما الاستحسان الذي شبهه

بالاستحسان في الفقه فإِنه باطل‏.‏ الجوهري‏:‏ حَجَرٌ وحِجارةٌ كقولك جَمَلٌ

وجِمالَةٌ وذَكَرٌَ وذِكارَةٌ؛ قال‏:‏ وهو نادر‏.‏ الفراء‏:‏ العرب تقول الحَجَرُ

الأُحْجُرُّ على أُفْعُلٍّ؛ وأَنشد‏:‏

يَرْمِينِي الضَّعِيفُ بالأُحْجُرِّ

قال‏:‏ ومثله هو أُكْبُرُّهم وفرس أُطْمُرُّ وأُتْرُجُّ، يشدّدون آخر

الحرف‏.‏ ويقال‏:‏ رُمِي فُلانٌ بِحَجَرِ الأَرض إِذا رمي بداهية من الرجال‏.‏ وفي حديث الأَحنف بن قيس أَنه قال لعلي حين سمَّى معاويةُ أَحَدَ

الحَكَمَيْنِ عَمْرَو بْنَ العاصِ‏:‏ إِنك قد رُميت بِحَجر الأَرض فأَجعل معه ابن عباس

فإِنه لا يَعْقِدُ عُقْدَةً إِلاَّ حَلَّهَا؛ أَي بداهية عظيمة تثبت

ثبوتَ الحَجَرِ في الأَرض‏.‏ وفي حديث الجَسَّاسَةِ والدَّجالِ‏:‏ تبعه أَهل

الحَجَرِ وأَهل المَدَرِ؛ يريد أَهل البَوادِي الذين يسكنون مواضع الأَحجار

والرمال، وأَهلُ المَدَرِ أَهلُ البادِية‏.‏ وفي الحديث‏:‏ الولد للفراش

وللعاهِرِ الحَجَرُ؛ أَي الخَيْبَةُ؛ يعني أَن الولد لصاحب الفراش من السيد

أَو الزوج، وللزاني الخيبةُ والحرمان، كقولك ما لك عندي شيء غير التراب

وما يبدك غير الحَجَرِ؛ وذهب قوم إِلى أَنه كنى بالحجر عن الرَّجْمِ؛ قال

ابن الأَثير‏:‏ وليس كذلك لأَنه ليس كل زان يُرْجَمُ‏.‏ والحَجَر الأَسود، كرمه الله‏:‏ هو حَجَر البيت، حرسه الله، وربما أَفردوه فقالوا الحَجَر

إِعظاماً له؛ ومن ذلك قول عمر، رضي الله عنه‏:‏ والله إِنك حَجَرٌ، ولولا أَني

رأَيتُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يفعل كذا ما فعلت؛ فأَما قول

الفرزدق‏:‏

وإِذا ذكَرْتَ أَبَاكَ أَو أَيَّامَهُ، أَخْزاكَ حَيْثُ تُقَبَّلُ الأَحْجارُ

فإِنه جعل كل ناحية منه حَجَراً، أَلا ترى أَنك لو مَسِسْتَ كل ناحية

منه لجاز أَن تقول مسست الحجر‏؟‏ وقوله‏:‏

أَمَا كفاها انْتِياضُ الأَزْدِ حُرْمَتَها، في عُقْرِ مَنْزِلها، إِذْ يُنْعَتُ الحَجَرُ‏؟‏‏.‏

فسره ثعلب فقال‏:‏ يعني جبلاً لا يوصل إِليه‏.‏ واسْتَحْجَرَ الطينُ‏:‏ صار

حَجَراً، كما تقول‏:‏ اسْتَنْوَق الجَمَلُ، لا يتكلمون بهما إِلاَّ مزيدين

ولهما نظائر‏.‏ وأَرضٌ حَجِرَةٌ وحَجِيرَةٌ ومُتَحَجِّرة‏:‏ كثيرة الحجارة، وربما كنى بالحَجَر عن الرَّمْلِ؛ حكاه ابن الأَعرابي، وبذلك فسر قوله‏:‏

عَشِيَّةَ أَحْجارُ الكِناسِ رَمِيمُ

قال‏:‏

أَراد عشية رمل الكناس، ورمل الكناس‏:‏ من بلاد عبدالله بن كلاب‏.‏

والحَجْرُ والحِجْرُ والحُجْرُ والمَحْجِرُ، كل ذلك‏:‏ الحرامُ، والكسر أَفصح، وقرئ بهن‏:‏ وحَرْثٌ حجر؛ وقال حميد ابن ثور الهلالي‏:‏

فَهَمَمْت أَنْ أَغْشَى إِليها مَحْجِراً، ولَمِثْلُها يُغْشَى إِليه المَحْجِرُ

يقول‏:‏ لَمِثْلُها يؤتى إِليه الحرام‏.‏ وروي الأَزهري عن الصَّيْداوِي

أَنه سمع عبويه يقول‏:‏ المَحْجَر، بفتح الجيم، الحُرْمةُ؛ وأَنشد‏:‏

وهَمَمْتُ أَن أَغشى إِليها مَحْجَراً

ويقال‏:‏ تَحَجَّرَ على ما وَسَّعه اللهُ أَي حرّمه وضَيَّقَهُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لقد تَحَجَّرْتَ واسعاً؛ أَي ضيقت ما وسعه الله وخصصت به نفسك دون

غيرك، وقد حَجَرَهُ وحَجَّرَهُ‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ ويقولون حِجْراً مَحْجُوراً؛ أَي حراماً مُحَرَّماً‏.‏ والحاجُور‏:‏ كالمَحْجر؛ قال‏:‏

حتى دَعَوْنا بِأَرْحامٍ لنا سَلَفَتْ، وقالَ قَائِلُهُمْ‏:‏ إِنَّي بحاجُورِ

قال سيبويه‏:‏

ويقول الرجل للرجل أَتفعل كذا وكذا يا فلان‏؟‏ فيقول‏:‏ حُِجْراً أَي ستراً

وبراءة من هذا الأَمر، وهو راجع إِلى معنى التحريم والحرمة‏.‏ الليث‏:‏ كان

الرجل في الجاهلية يلقى الرجل يخافه في الشهر الحرام فيقول‏:‏ حُجْراً

مَحجُوراً أَي حرام محرم عليك في هذا الشهر فلا يبدؤه منه شر‏.‏ قال‏:‏ فإِذا كان

يوم القيامة ورأَى المشركون ملائكة العذاب قالوا‏:‏ حِجْراً مَحْجُوراً، وظنوا أَن ذلك ينفعهم كفعلهم في الدنيا؛ وأَنشد‏:‏

حتى دعونا بأَرحام لها سلفت، وقال قائلهم‏:‏ إِني بحاجور

يعني بِمَعاذ؛ يقول‏:‏ أَنا متمسك بما يعيذني منك ويَحْجُرك عني؛ قال‏:‏

وعلى قياسه العاثُورُ وهو المَتْلَفُ‏.‏ قال الأَزهري‏.‏ أَما ما قاله الليث من تفسير قوله تعالى‏:‏ ويقولون حجراً محجوراً؛ إِنه من قول المشركين للملائكة

يوم القيامة، فإِن أَهل التفسير الذين يُعتمدون مثل ابن عباس وأَصحابه فسروه على غير ما فسره الليث؛ قال ابن عباس‏:‏ هذا كله من قول الملائكة، فالوا للمشركين حجراً محجوراً أَي حُجِرَتْ عليكم البُشْرَى فلا تُبَشَّرُون

بخير‏.‏ وروي عن أَبي حاتم في قوله‏:‏ «ويقولون حجراً» تمّ الكلام‏.‏ قال أَبو

الحسن‏:‏ هذا من قول المجرمين فقال الله محجوراً عليهم أَن يعاذوا وأن يجاروا كما كانوا يعاذون في الدنيا ويجارون، فحجر الله عليهم ذلك يوم

القيامة؛ قال أَبو حاتم وقال أَحمد اللؤلؤي‏:‏ بلغني عن ابن عباس أَنه قال‏:‏ هذا

كله من قول الملائكة‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وهذا أَشبه بنظم القرآن المنزل بلسان

العرب، وأَحرى أَن يكون قوله حجراً محجوراً كلاماً واحداً لا كلامين مع

إِضمار كلام لا دليل عليه‏.‏ وقال الفرّاء‏:‏ حجراً محجوراً أَي حراماً

محرّماً، كما تقول‏:‏ حَجَرَ التاجرُ على غلامه، وحَجَرَ الرجل على أَهله‏.‏ وقرئت

حُجْراً مَحْجُوراً أَي حراماً محرّماً عليهم البُشْرَى‏.‏ قال‏:‏ وأَصل

الحُجْرِ في اللغة ما حَجَرْتَ عليه أَي منعته من أَن يوصل إِليه‏.‏ وكل ما

مَنَعْتَ منه، فقد حَجَرْتَ عليه؛ وكذلك حَجْرُ الحُكَّامِ على الأَيتام‏:‏

مَنْعُهم؛ وكذلك الحُجْرَةُ التي ينزلها الناس، وهو ما حَوَّطُوا عليه‏.‏

والحَجْرُ، ساكنٌ‏:‏ مَصْدَرُ حَجَر عليه القاضي يَحْجُر حَجْراً إِذا

منعه من التصرف في ماله‏.‏ وفي حديث عائشة وابن الزبير‏:‏ لقد هَمَمْتُ أن أَحْجُرَ عليها؛ هو من الحَجْر المَنْعِ، ومنه حَجْرُ القاضي على الصغير

والسفيه إِذا منعهما من التصرف في مالها‏.‏ أَبو زيد في قوله وحَرْثٌ حِجْرٌ

حرامٌ ويقولون حِجْراً حراماً، قال‏:‏ والحاء في الحرفين بالضمة والكسرة

لغتان‏.‏ وحَجْرُ الإِنسان وحِجْرُه، بالفتح والكسر‏:‏ حِضْنُه‏.‏ وفي سورة النساء‏:‏

في حُجُوركم من نسائكم؛ واحدها حَجْرٌ، بفتح الحاء‏.‏ يقال‏:‏ حَجْرُ

المرأَة وحِجْرُها حِضْنُها، والجمع الحُجُورُ‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها‏:‏

هي اليتيمة تكون في حَجْر وَلِيِّها، ويجوز من حِجْرِ الثوب وهو طرفه

المتقدم لأَن الإِنسان يرى ولده في حِجْرِه؛ والوليُّ‏:‏ القائم بأَمر

اليتيم‏.‏ والحجر، بالفتح والكسر‏:‏ الثوب والحِضْنُ، والمصدر بالفتح لا غير‏.‏ ابن سيده‏:‏ الحَجْرُ المنع، حَجَرَ عليه يَحْجُرُ حَجْراً وحُجْراً وحِجْراً

وحُجْراناً وحِجْراناً مَنَعَ منه‏.‏ ولا حُجْرَ عنه أَي لا دَفْعَ ولا

مَنْعَ‏.‏ والعرب تقول عند الأَمر تنكره‏:‏ حُجْراً له، بالضم، أَي دفعاً، وهو استعارة من الأَمر؛ ومنه قول الراجز‏:‏

قالتْ وفيها حَيْدَةٌ وذُعْرُ‏:‏

عَوْذٌ بِرَبِّي مِنْكُمُ وحُجْرُ

وأَنت في حِجْرَتِي أَي مَنَعَتِي‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ يقال هم في حِجْرِ

فلانٍ أَي في كَنَفِه ومَنَعَتِه ومَنْعِهِ، كله واحد؛ قاله أَبو زيد، وأَنشد لحسان ابن ثابت‏:‏

أُولئك قَوْمٌ، لو لَهُمْ قيلَ‏:‏ أَنْفِدُوا

أَمِيرَكُمْ، أَلفَيْتُموهُم أُولي حَجْرِ

أَي أُولى مَنَعَةٍ‏.‏ والحُجْرَةُ من البيوت‏:‏ معروفة لمنعها المال، والحَجارُ‏:‏ حائطها، والجمع حُجْراتٌ وحُجُراتٌ وحُجَراتٌ، لغات كلها‏.‏

والحُجْرَةُ‏:‏ حظيرة الإِبل، ومنه حُجْرَةُ الدار‏.‏ تقول‏:‏ احْتَجَرْتُ حُجْرَةً أَي

اتخذتها، والجمع حُجَرٌ مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ‏.‏ وحُجُرات، بضم الجيم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه احْتَجَر حُجَيْرَةً بِخَصَفَةٍ أَو حَصِير؛ الحجيرة‏:‏

تصغير الحُجْرَةِ، وهي الموضع المنفرد‏.‏

وفي الحديث‏:‏ من نام على ظَهْرِ بَيْتٍ ليس عليه حِجارٌ فقد بَرِئَتْ منه

الذمة؛ الحجار جمع حِجْرٍ، بالكسر، أَو من الحُجْرَةِ وهي حَظِيرَةُ

الإِبل وحُجْرَةُ الدار، أَي أَنه يَحْجُر الإِنسان النائم ويمنعه من الوقوع

والسقوط‏.‏ ويروى حِجاب، بالباء، وهو كل مانع من السقوط، ورواه الخطابي

حِجًى، بالياء، وسنذكره؛ ومعنى براءة الذمة منه لأَنه عَرَّض نفسه للهلاك

ولم يحترز لها‏.‏ وفي حديث وائل بن حُجْرٍ‏:‏ مَزاهِرُ وعُرْمانٌ ومِحْجَرٌ؛ مِحجر، بكسر الميم‏:‏ قربة معروفة؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وقيل هي بالنون؛ قال‏:‏

وهي حظائر حول النخل، وقيل حدائق‏.‏

واستَحجَرَ القومُ واحْتَجَرُوا‏:‏ اتخذوا حُجْرة‏.‏ والحَجْرَةُ والحَجْرُ، جميعاً‏:‏ للناحية؛ الأَخيرة عن كراع‏.‏ وقعد حَجْرَةً وحَجْراً أَي ناحية؛ وقوله أَنشده ثعلب‏:‏

سَقانا فلم نَهْجَا من الجُِوع نَقْرَةً

سَماراً، كإِبحط الذِّئْب سُودٌ حَواجِرُهْ

قال ابن سيده‏:‏ لم يفسر ثعلب الحواجر‏.‏ قال‏:‏ وعندي أَنه جمع الحَجْرَةِ

التي هي الناحية على غير قياس، وله نظائر‏.‏ وحُجْرَتا العسكر‏:‏ جانباه من الميمنة والميسرة؛ وقال‏:‏

إِذا اجْتَمَعُوا فَضَضْنَا حُجْرَتَيْهِمْ، ونَجْمَعُهُمْ إِذا كانوا بَدَادِ

وفي الحديث‏:‏ للنساء حَجْرتا الطريق؛ أَي ناحيتاه؛ وقول الطرماح يصف

الخمر‏:‏

فلما فُتَّ عنها الطِّينُ فاحَتْ، وصَرَّحَ أَجْوَدُ الحُجْرانِ صافي استعار الحُجْرانَ للخمر لأَنها جوهر سيال كالماء؛ قال ابن الأَثير‏:‏ في الحديث حديث علي، رضي الله عنه، الحكم لله‏:‏

ودَعْ عَنْكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراتِهِ

قال‏:‏ هو مثل للعرب يضرب لمن ذهب من ماله شيء ثم ذهب بعده ما هو أَجلُّ

منه، وهو صدر بيت لامرئ القيس‏:‏

فَدَعْ عنكَ نَهْباً صِيحَ في حَجَراتِه، ولكِنْ حَدِيثاً ما حَدِيثُ الرَّواحِلِ

أَي دع النهب الذي نهب من نواحيك وحدثني حديث الرواحل وهي الإِبل التي

ذهبتَ بها ما فعَلت‏.‏ وفي النوادر‏:‏ يقال أَمسى المالُ مُحْتَجِرَةً

بُطُونُهُ ونَجِرَةً؛ ومالٌ مَتَشدِّدٌ ومُحْتَجِّرٌ‏.‏ ويقال‏:‏ احْتَجَرَ البعيرُ

احْتِجاراً‏.‏ والمُحْتَجِرُ من المال‏:‏ كلُّ ما كَرِشَ ولم يَبْلُغْ نِصْفَ

البِطْنَة ولم يبلغ الشِّبَع كله، فإِذا بلغ نصف البطنة لم يُقَلْ، فإِذا رجع بعد سوء حال وعَجَفٍ، فقد اجْرَوَّشَ؛ وناس مُجْروِّشُون‏.‏

والحُجُرُ‏:‏ ما يحيط بالظُّفر من اللحم‏.‏

والمَحْجِرُ‏:‏ الحديقة، مثال المجلس‏.‏ والمَحاجِرُ‏:‏ الحدائق؛ قال لبيد‏:‏

بَكَرَتْ به جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ، تَرْوي المَحاجِرَ بازِلٌ عُلْكُومُ

قال ابن بري‏:‏ أَراد بقوله جرشية ناقة منسوبة إِلى جُرَش، وهو موضع

باليمن‏.‏ ومقطورة‏:‏ مطلية بالقَطِران‏.‏ وعُلْكُوم‏:‏ ضخمة، والهاء في به تعود على

غَرْب تقدم ذكرها‏.‏ الأَزهري‏:‏ المِحْجَرُ المَرْعَى المنخفض، قال‏:‏ وقيل

لبعضهم‏:‏ أَيُّ الإِبل أَبقى على السَّنَةِ‏؟‏ فقال‏:‏ ابنةُ لَبُونٍ، قيل‏:‏

لِمَهْ‏؟‏ قال‏:‏ لأَنها تَرْعى مَحْجِراً وتترك وَسَطاً؛ قال وقال بعضهم‏:‏

المَحْجِرُ ههنا الناحية‏.‏ وحَجْرَةُ القوم‏:‏ ناحية دارهم؛ ومثل العرب‏:‏ فلان يرعى

وَسطَاً‏:‏ ويَرْبُضُ حَجْرَةً أَي ناحية‏.‏ والحَجرَةُ‏:‏ الناحية، ومنه قول

الحرث بن حلِّزَةَ‏:‏

عَنَناً باطلاً وظُلْماً، كما تُعْـ *** ـتَرُ عن حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ

والجمع جَحْرٌ وحَجَراتٌ مثل جَمْرَةٍ وجَمْرٍ وجَمَراتٍ؛ قال ابن بري‏:‏

هذا مثل وهو أَن يكون الرجل وسط القوم إِذا كانوا في خير، وإِذا صاروا

إِلى شر تركهم وربض ناحية؛ قال‏:‏ ويقال إِن هذتا المَثَلَ لَعَيْلانَ بن مُضَرَ‏.‏ وفي حديث أَبي الدرداء‏:‏ رأَيت رجلاً من القوم يسير حَجْرَةً أَي

ناحية منفرداً، وهو بفتح الحاء وسكون الجيم‏.‏ ومَحْجِرُ العين‏:‏ ما دار بها

وبدا من البُرْقُعِ من جميع العين، وقيل‏:‏ هو ما يظهر من نِقاب المرأَة

وعمامة الرجل إِذا اعْتَمَّ، وقيل‏:‏ هو ما دار بالعين من العظم الذي في أَسفل

الجفن؛ كل ذلك بفتح الميم وكسرها وكسر الجيم وفتحها؛ وقول الأَخطل‏:‏

ويُصبِحُ كالخُفَّاشِ يَدْلُكُ عَيْنَهُ، فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ لَئيمٍ ومِنْ حَجْرِ

فسره ابن الأَعرابي فقال‏:‏ أَراد محجر العين‏.‏ الأَزهري‏:‏ المَحْجِرُ

العين‏.‏ الجوهري‏:‏ محجر العين ما يبدو من النقاب‏.‏ الأَزهري‏:‏ المَحْجِرُ من الوجه

حيث يقع عليه النقاب، قال‏:‏ وما بدا لك من النقاب محجر وأَنشد‏:‏

وكَأَنَّ مَحْجِرَها سِراجُ المُوقِدِ

وحَجَّرَ القمرُ‏:‏ استدار بخط دقيق من غير أَن يَغْلُظ، وكذلك إِذا صارت

حوله دارة في الغَيْم‏.‏ وحَجَّرَ عينَ الدابة وحَوْلَها‏:‏ حَلَّقَ لداء

يصيبها‏.‏ والتحجير‏:‏ أَن يَسِم حول عين البعير بِميسَمٍ مستدير‏.‏ الأَزهري‏:‏

والحاجِرُ من مسايل المياه ومنابت العُشْب ما استدار به سَنَدٌ أَو نهر

مرتفع، والجمع حُجْرانٌ مثل حائر وحُوران وشابٍّ وشُبَّانٍ؛ قال رؤبة‏:‏

حتى إِذا ما هاجَ حُجْرانُ الدَّرَقْ

قال الأَزهري‏:‏ ومن هذا قيل لهذا المنزل الذي في طريق مكة‏:‏ حاجز‏.‏ ابن سيده‏:‏ الحاجر ما يمسك الماء من شَفَة الوادي ويحيط به‏.‏ الجوهري‏:‏ الحاجر

والحاجور ما يمسك الماء من شفة الوادي، وهو فاعول من الحَجْرِ، وهو المنع‏.‏

ابن سيده‏:‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ الحاجِرُ كَرْمٌ مِئْنَاثٌ وهو مُطْمئنٌّ له

حروف مُشْرِفَة تحبس عليه الماءَ، وبذلك سمي حاجراً، والجمع حُجْرانٌ‏.‏

والحاجِرُ‏:‏ مَنْبِتُ الرِّمْتِ ومُجْتَمَعُه ومُسْتَدارُه‏.‏ والحاجِرُ أَيضاً‏:‏

الجَِدْرُ الذي يُمسك الماء بين الديار لاستدارته أَيضاً؛ وقول الشاعر‏:‏

وجارة البيت لها حُجْرِيُّ

فمعناه لها خاصة‏.‏ وفي حديث سعد بن معاذ‏:‏ لما تحَجَّرَ جُرْحُه للبُرْءِ

انْفَجَر أَي اجتمع والتأَم وقرب بعضه من بعض‏.‏

والحِجْرُ، بالكسر‏:‏ العقل واللب لإِمساكه وضعه وإِحاطته بالتمييز، وهو مشتق من القبيلين‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ هل في ذلك قَسَمٌ لذي حِجر؛ فأَما قول ذي

الرمة‏:‏

فَأَخْفَيْتُ ما بِي مِنْ صَدِيقي، وإِنَّهُ

لَذو نَسَب دانٍ إِليَّ وذو حِجْرِ

فقد قيل‏:‏ الحِجْرُ ههنا العقل، وقيل‏:‏ القرابة‏.‏ والحِجْرُ‏:‏ الفَرَسُ

الأُنثى، لم يدخلوا فيه الهاء لأَنه اسم لا يشركها فيه المذكر، والجمع أَحْجارٌ وحُجُورَةٌ وحُجُورٌ‏.‏ وأَحْجارُ الخيل‏:‏ ما يتخذ منها للنسل، لا يفرد

لها واحد‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ بلى يقال هذه حِجْرٌ من أَحْجار خَيْلي؛ يريد

بالجِحْرِ الفرسَ الأُنثى خاصة جعلوها كالمحرَّمة الرحِمِ إِلاَّ على

حِصانٍ كريم‏.‏ قال وقال أَعرابي من بني مُضَرَّسٍ وأَشار إِلى فرس له أُنثى

فقال‏:‏ هذه الحِجْرُ من جياد خيلنا‏.‏ وحِجْرُ الإِنسان وحَجْرُه‏:‏ ما بين يديه

من ثوبه‏.‏ وحِجْرُ الرجل والمرأَة وحَجْرُهما‏:‏ متاعهما، والفتح أَعلى‏.‏

ونَشَأَ فلان في حَجْرِ فلان وحِجْرِه أَي حفظه وسِتْرِه‏.‏ والحِجْرُ‏:‏ حِجْرُ

الكعبة‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ الحِجْرُ حَطِيمُ مكة، كأَنه حُجْرَةٌ مما يلي

المَثْعَبَ من البيت‏.‏ قال الجوهري‏:‏ الحِجْرُ حِجْرُ الكعبة، وهو ما حواه

الحطيم المدار بالبيت جانبَ الشَّمالِ؛ وكُلُّ ما حْجَرْتَهُ من حائطٍ، فهو حِجْرٌ‏.‏ وفي الحديث ذِكْرُ الحِجْرِ في غير موضع، قال ابن الأَثير‏:‏ هو اسم الحائط المستدير إِلى جانب الكعبة الغربي‏.‏ والحِجْرُ‏:‏ ديار ثمود ناحية

الشام عند، وادي القُرَى، وهم قوم صالح النبي صلى الله عليه وسلم وجاء

ذكره في الحديث كثيراً‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ ولقد كَذَّبَ أَصحاب الحِجْرِ

المرسلين؛ والحِجْرُ أَيضاً‏:‏ موضعٌ سوى ذلك‏.‏

وحَجْرٌ‏:‏ قَصَبَةُ اليمامَةِ، مفتوح الحاء، مذكر مصروف، ومنهم من يؤنث

ولا يصرف كامرأَة اسمها سهل، وقيل‏:‏ هي سُوقُها؛ وفي الصحاح‏:‏ والحَجْرُ

قَصَبَةُ اليمامة، بالتعريف‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِذا نشأَت حَجْرِيَّةً ثم تَشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ حجرية، بفتح الحاء وسكون الجيم‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ يجوز أَن تكون منسوبة إِلى الحَجْرِ قصبة اليمامة أَو إِلى حَجْرَةِ

القوم وهي ناحيتهم، والجمع حَجْرٌ كَجَمْرَةٍ وجَمْرٍ‏.‏ وإِن كانت بكسر

الحاء فهي منسوبة إِلى أَرض ثمود الحِجْرِ؛ وقول الراعي ووصف صائداً‏:‏

تَوَخَّى، حيثُ قال القَلْبُ منه، بِحَجْرِيٍّ تَرى فيه اضْطِمارَا

إِنما عنى نصلاً منسوباً إِلى حَجْرٍ‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ وحدائدُ حَجْرٍ

مُقدَّمة في الجَوْدَة؛ وقال رؤبة‏:‏

حتى إِذا تَوَقَّدَتْ من الزَّرَقْ

حَجْرِيَّةٌ، كالجَمْرِ من سَنِّ الدَّلَقْ وأَما قول زهير‏:‏

لِمَنِ الدّيارُ بِقُنَّة الحَجْرِ

فإِن أَبا عمرو لم يعرفه في الأَمكنة ولا يجوز أَن يكون قصبة اليمامة

ولا سُوقها لأَنها حينئذٍ معرفة، إِلاَّ أَن تكون الأَلف واللام زائدتين، كما ذهب إِليه أَبو علي في قوله‏:‏

ولَقَد جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَسَاقِلاً، واَقَدْ نَهِيْتُكَ عن بناتِ الأَوْبَرِ

وإِنما هي بنات أَوبر؛ وكما روي أَحمد بن يحيى من قوله‏:‏

يا ليتَ أُمَّ العَمْرِ كانتْ صاحِبي

وقول الشاعر‏:‏

اعْتَدْتُ للأَبْلَجِ ذي التَّمايُلِ، حَجْرِيَّةً خِيَضَتْ بِسُمٍّ ماثِلِ

يعني‏:‏ قوساً أَو نَبْلاً منسوبة إِلى حَجْرٍ هذه‏.‏ والحَجَرانِ‏:‏ الذهب

والفضة‏.‏ ويقال للرجل إِذا كثر ماله وعدده‏:‏ قد انتشرت حَجْرَتُه وقد

ارْتَعَجَ مالهُ وارْتَعَجَ عَدَدُه‏.‏

والحاجِرُ‏:‏ منزل من منازل الحاج في البادية‏.‏

والحَجُّورة‏:‏ لعبة يلعب بها الصبيان يخطُّون خطّاً مستديراً ويقف فيه

صبي وهنالك الصبيان معه‏.‏

والمَحْجَرُ، بالفتح‏:‏ ما حول القرية؛ ومنه محاجِرُ أَقيال اليمن وهي

الأَحْماءُ، كان لكل واحد منهم حِمَّى لا يرعاه غيره‏.‏ الأَزهري؛ مَحْجَرُ

القَيْلِ من أَقيال اليمن حَوْزَتُه وناحيته التي لا يدخل عليه فيها غيره‏.‏

وفي الحديث‏:‏ أَنه كان له حصير يبسطه بالنهار ويَحْجُره بالليل، وفي رواية‏:‏ يَحْتَجِرُهُ أَي يجعله لنفسه دون غيره‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ يقال

حَجَرْتُ الأَرضَ واحْتَجَرْتُها إِذا ضربت عليها مناراً تمنعها به عن

غيرك‏.‏ مُحَجَّرٌ، بالتشديد‏:‏ اسم موضع بعينه‏.‏ والأَصمعي يقوله بكسر الجيم

وغيره يفتح‏.‏ قال ابن بري‏:‏ لم يذكر الجوهري شاهداً على هذا المكان؛ قال‏:‏ وفي الحاشية بيت شاهد عليه لطفيل الغَنَوِيِّ‏:‏

فَذُوقُوا، كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجَّرٍ، من الغَيْظِ في أَكْبادِنا والتَّحَوُّبِ

وحكى ابن بري هنا حكاية لطيفة عن ابن خالويه قال‏:‏ حدثني أَبو عمرو

الزاهد عن ثعلب عن عُمَرَ بنِ شَبَّةَ قال‏:‏ قال الجارود، وهو القارئ ‏:‏ غسلت ابناً للحجاج ثم انصرفت إِلى شيخ كان الحجاج

قتل ابنه فقلت له‏:‏ مات ابن الحجاج فلو رأَيت جزعه عليه، فقال‏:‏

فذوقوا كما ذقنا غداة محجَّر

البيت‏.‏ وحَجَّارٌ، بالتشديد‏:‏ اسم رجل من بكر بن وائل‏.‏ ابن سيده‏:‏ وقد

سَمَّوْا حُجْراً وحَجْراً وحَجَّاراً وحَجَراً وحُجَيْراً‏.‏ الجوهري‏:‏ حَجَرٌ

اسم رجل، ومنه أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ الشاعر؛ وحُجْرٌ‏:‏ اسم رجل وهو حُجْرٌ

الكِنْديُّ الذي يقال له آكل المُرَارِ؛ وحُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ الذي يقال

له الأَدْبَرُ، ويجوز حُجُرٌ مثل عُسْر وعُسُر؛ قال حسان بن ثابت‏:‏

مَنْ يَغُرُّ الدَّهْرُ أَو يأْمَنُهُ

مِنْ قَتيلٍ، بَعْدَ عَمْرٍ وحُجُرْ‏؟‏

يعني حُجُرَ بن النعمان بن الحرث بن أَبي شمر الغَسَّاني‏.‏ والأَحجار‏:‏

بطون من بني تميم؛ قال ابن سيده‏:‏ سموا بذلك لأَن أَسماءهم جَنْدَلٌ

وجَرْوَلٌ وصَخْر؛ وإِياهم عنى الشاعر بقوله‏:‏

وكُلّ أُنثى حَمَلَتْ أَحْجارا

يعني أُمه، وقيل‏:‏ هي المنجنيق‏.‏ وحَجُورٌ موضع معروف من بلاد بني سعد؛ قال الفرزدق‏:‏

لو كنتَ تَدْري ما بِرمْلِ مُقَيِّدٍ، فَقُرى عُمانَ إِلى ذَوات حَجُورِ‏؟‏

وفي الحديث‏:‏ أَنه كان يلقى جبريل، عليهما السلام، بأَحجار المِرَاءِ؛ قال مجاهد‏:‏ هي قُبَاءٌ‏.‏ وفي حديث الفتن‏:‏ عند أَحجار الزَّيْتِ‏:‏ هو موضع

بالمدينة‏.‏ وفي الحديث في صفة الدجال‏:‏ مطموس العين ليست بناتئة ولا حُجْراءَ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ قال الهروي إِن كانت هذه اللفظة محفوظة فمعناها ليست

بصُلْبَة مُتَحَجِّرَةٍ، قال‏:‏ وقد رويت جَحْراءَ، بتقديم الجيم،، وهو مذكور في موضعه‏.‏ والحَنْجَرَةُ والحُنْجُور‏:‏ الحُلْقُوم، بزيادة النون‏.‏